سرعة الثواب كسرعة العقاب | إبراهيم محمد باداود

  • 10/4/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

لقد أصبحنا نعيش في عصر السرعة ولا أقصد هنا سرعة المواصلات أو الاتصالات ونقل المعلومات فقط، أيضًا السرعة في اتخاذ القرارات وفي تقديم الثواب والعقوبات للأفراد، فأصبحنا نجد من يخطئ تتم محاسبته ثم تنحيته على الفور، ومن يجتهد ويصيب يتم شكره ومكافأته على الفور، وهناك العديد من الأمثلة التي حدثت مؤخرًا والتي يمكن ذكرها في مجال المحاسبة على الأخطاء، أما في مجال الشكر والتقدير فهناك نموذج الممرضة أريج والتي تم تعيينها مؤخرًا بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني. تعيين الممرضة السعودية أريج القحطاني بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني جاء نظير ما قدمته من عمل شجاع في إسعافها لشخص مصاب بطلقات نارية في مجمع تجاري شرق الرياض وهي برفقة عائلتها حيث قامت بعمل الإسعافات الأولية وإيقاف النزيف حتى وصول سيارة الإسعاف، لم تتجمهر أريج فوق المصابين كما يقوم البعض عند وقوع الحوادث، ولم تهرب وهي فتاة عندما رأت الدماء تسيل إثر إطلاق النار، ولم تقف تفكر كيف لها أن تسعف شخصًا غريبًا عنها، وهل يجوز لها أن تقدم له الإسعافات الأولية وهو ينزف أم لا؟ أريج التي تحمل شهادة البكالوريوس في التمريض أكدت بأنها عندما بادرت بإسعاف المصاب كان تفكيرها منصبًا على إنقاذ حياته وهذا ما تحقق بحمد الله، وفي المقابل فإن وسائل الإعلام والقيادة الحكيمة حرصت على تقدير هذا الفعل وبادرت بالإعلان عن توظيف أريج في مجالها تقديرًا لما قامت به من عمل وتشجيعًا لغيرها للمبادرة بفعل الخير والتأكيد بأن الدولة تحرص على تقديم الثواب لكل من يسعى لعمل الخير كما أنها تحرص على محاسبة ومعاقبة كل من يخطئ. أريج نموذج للفتاة السعودية الإيجابية ومجتمعنا اليوم يتضمن العديد من النماذج الإيجابية الأخرى الموجودة ولكنها مثل الجواهر الموجودة في المناجم تحتاج إلى اكتشاف وتنقيب من قبل مختصين أو أن تساهم بعض الأحداث في إبراز أمثال هؤلاء وبيان قدراتهم ومواهبهم، وهذه النماذج الوطنية والجواهر الثمينة تحتاج منا عند اكتشافها إلى تقدير وتشجيع كما تحتاج منا إلى رعاية وتطوير لتساهم في تنمية الوطن وتطويره. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :