محادثات 'جيدة' بين طهران والرياض لكن ثمارها مؤجلة

  • 5/31/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - قالت طهران الاثنين إن المحادثات بين إيران والسعودية مستمرة في "أجواء جيدة" معبرة عن أملها في التوصل إلى "تفاهم مشترك" بعد أكثر من خمس سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الإقليميين، لكن ثمار المحادثات تبدو بعيدة في ظل ملفات خلافية عميقة لا تزال عالقة بين البلدين أبرزها التهديدات الإيرانية القائمة في المنطقة واستمرار دعمها للفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية بينها جماعة الحوثي التي تهدد أمن المملكة. وقطعت جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية في أوائل العام 2016 وتبادلتا لسنوات واتهمت الرياض طهران بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، لكنّ البلدين المجاورين أعادا إحياء المحادثات منذ أبريل/نيسان بفضل وساطة عراقية. والمناقشات التي بدأت أوائل نيسان/أبريل بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بقيت سرّيةً إلى أن ذكرت صحيفة فايننشال تايمز أنّ اجتماعاً أوّل عُقِد في بغداد. وأكّدت الحكومة الإيرانية ذلك يوم الاثنين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي في طهران إن "المحادثات بين إيران والسعودية تتواصل في أجواء جيدة" دون أن يحدد على أي مستوى أو مكانها، مضيفا "المحادثات استمرت في جو جيد، ونأمل أن تتوصل هذه المحادثات إلى تفاهم مشترك بين إيران والسعودية". والمملكة العربية السعودية حليف للولايات المتحدة، وهي دولة معادية لجمهورية إيران الإسلامية. وكانت طهران قد رحبت في نهاية أبريل/نيسان بـ"تغيير لهجة" السعودية بعد تصريحات لولي العهد السعودي اعتبرتها تصالحية قال فيها إنه يتمنى إقامة "علاقات جيدة ومميزة" مع الجمهورية الإسلامية. وقال وزير الخارجيّة السعودي فيصل بن فرحان في 19 مايو/أيار لوكالة فرانس برس إن المحادثات مع طهران هي في مرحلة "استكشافيّة"، مضيفا "نأمل أن يرى الإيرانيّون أنّ من مصلحتهم العمل مع جيرانهم بطريقة إيجابية تؤدّي إلى الأمن والاستقرار والازدهار". وردّاً على سؤال حول تأثير نتيجة الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة المرتقبة في 18 يونيو/حزيران على السياسة الإقليميّة لطهران، اعتبر بن فرحان أنّ هذا التأثير سيكون ضئيلاً ذلك أنّ السياسة الخارجيّة يُقرّرها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. في خضم هذه التطورات التي تعتبر خطوة مهمة مقارنة بحالة الشدّ والجذب السابقة والاتهامات المتبادلة بين الرياض وطهران، تبرز مؤشرات سلبية يمكن أن ترخي بظلالها على تقدم مسار المحادثات السعودية الإيرانية، وذلك في ظل استمرار جماعة الحوثي الممولة من قبل إيران في محاولاتها استهداف الأراضي السعودية بهجمات صاروخية كثيرا ما تصدها قوات التحالف العربي بقيادة الرياض. ومثل الملف اليمني أبرز الملفات التي تثير مخاوف المملكة التي تعرضت لهجمات باتت شبه يومية عبر الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بتحري من إيران. ورغم انفتاح المسؤولين السعوديين على الحوار مع طهران، لكن المتمردين الحوثيين لا يزالون مصرين على سياسة التصعيد العسكري.

مشاركة :