'منتدى الجياد' يستذكر ولادة الشاعر 'عرار' في بيته الثقافي

  • 5/29/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بمناسبة الذكرى السنوية لولادة شاعر الأردن مصطفى وهبي التل ووفاته نظم "منتدى الجياد للتنمية الثقافية" بالتعاون مع "بيت عرار الثقافي" أمسية أدبية استذكارية في "بيت عرار الثقافي" شارك فيها الأدباء: سامر المعاني، د. إبراهيم الطيّار، إيمان العمري، أحمد طناش الشطناوي وجروان المعاني، وأدارت مفردات الأمسية رولا العمري التي رعتها السيدة إيمان جودة وسط حضور لافت من المثقفين والمهتمين. رولا العمري في تقديمها العالي قالت: في الطريق نحو الإبداع يشقى الشاعر، ينتقي الكلمة ليخلده التاريخ نجمة، ولكن في عتمة الإبحار يبحث القبطان عن الأقمار، أما عن سماء إربد التي سوف تضاء اليوم بنجوم تتحلق حول قمرِ عرار الذي ليس له محاق. وأضافت: كان عرار وطنيا، وعروبيا وإنسانا، و"صعلوكا" بالمعنى الإبداعي، متعدد الاهتمام بين الشعر والقانون والترجمة واللغة والفكر والسياسة، منحازا للفقراء والمحرومين والمهمشين، معتبرا الشعر وسيلته للدفاع عن الحق كما القانون الذي درسه أكاديميا، منفتحا على آداب العالم، مقاوما للقهر والتسلط متحررا من كل سلطة، حتى سلطة الأب، وهو ما دفع ثمنه بالنفي والسجن. أول المتحدثين القاص سامر المعاني الذي سلط الضوء في ورقته على الشاعر عرار في ذكراه، فتحدث عن مكانته الشعرية ووقفه إلى جانب المهمشين في الأرض، شاعر أخلص لقضايا أمته فكان القريب من أوجاعهم وتلمسها في أشعاره.  الشاعر د. إبراهيم الطيار تحدث أيضا عن الشاعر عرار مستشهدا ببعض قصائده فقال: عرار هو شاعر الوطن والأرض والإنسان هو شاعر الحرية الذي طاف بجناحية في فضاء الشعر الواسع فكان حرا إنسانا مخلصا، فهو الذي قال منحازا إلى الفقراء "قولوا لعبود علَّ القول يشفيني/ إن المرابين إخوان الشياطين/كأنما الناس عبدانٌ لدرهمهم/ وتحت إمرتهم نص القوانين/ومن يسهل أمراً فيه مصلحة/ لكم فملعون حقاً وابن ملعون". وأضاف: وقد تمثلت إنسانيته بحبه للناس من كل الطبقات وعشقه للأرض والإنسان فمن سكان وادي السير الذي تمنى أن يكون وقوفه فيه إجباريا إلى إربد والحصن ووادي الشتا حيث يقول "يا بنتُ، وادي الشتا هشت خمائلُه/ لعارضٍ هلَّ من وسمِ مبدارِ/وسهل إربد قد جاشت غواربه/ بكل أخَّاذٍ من عشب ونوارِ". من جهتها الشاعرة إيمان العمري قرأت أكثر من قصيدة فيها النفس الصوفي والروحانيات التي تجلّت فيها ومما قرأت نختار: أرعى الغمام/وفي السماء تصبّني/يا أرض ربّي/إنّ ماءك مائي/وتحجّ روحي كلّ يومٍ مرّةً/ويسير صبحيَ/صوب حلمِ مسائي/صمتُ البياض/يضجُّ في حبر الندى/والزهر بات/تفتحاً. أما الشاعر أحمد طناش الشطناوي فقرأ قصيدة عمودية نقتطف منها هذه الأبيات "عيناكِ من سهــلِ الربيعِ ومائهِ/ورسالتانِ مـن اخضـرارِ إبائهِ/ويـداكِ مع خصرِ الصبَّا ريحانةٌ/يلـويهما تحـتَ اشتعالَ غنائهِ/مـرهــونتانِ لدى الحنينِ وشـــوقـهِ/وأسيـرتانِ على رُبا أهــوائهِ/يا جنـةً بالحسـنِ والشهـدِ الذي/بلـغَ الندى متمسكاً بردائهِ". واختتم القراءات الأديب جروان المعاني فقرأ إلى الشاعر عرار نصا نثريا يقول فيه "عرار/ كان يرى ما لا نرى/ما اكتفى بالشعرِ/تمرد /و(القى السمع وهو شهيد)/عرار كالسر في صدر الشهيد/ما زال يسكن سنابل القمح/ثم أوصى طفله اليتيم/يا وصفي /لا شيء يقتل الحقيقة سوى الخوف". ومن ثم تم تكريم المشاركين بالشهادات التقديرية من قبل راعية الأمسية الاستذكارية الثقافية.  ووُلد مصطفى وهبي التل في مدينة إربد في 25/5/1899، وتلقى تعليمه الابتدائي فيها، سافر إلى دمشق عام 1912، وواصل تعليمه في مكتب عنبر (مدرسة). وخلال دراسته شارك زملاءه في الحركات التي كانوا يقومون بها ضد الأتراك، فنفي إثر إحدى هذه الحركات إلى بيروت، ولكنه ما لبث أن عاد إلى دمشق مرة أخرى. في صيف عام 1916 عاد مصطفى إلى إربد لقضاء العطلة الصيفية، وفي أثناء تلك الفترة نشبت بينه وبين والده خلافات حادة، ما جعل والده يحجم عن إعادته إلى مدرسة عنبر في دمشق، وأبقاه في إربد ليعمل في مدرسة خاصة كان قد افتتحها والده آنذاك وسماها "المدرسة الصالحية العثمانية". بقي مصطفى في إربد وعمل في مدرسة والده مضطرا، واستمرت خلافاتهما واشتدت، فقرر أن يترك إربد، فغادرها في 20/6/1917 بصحبة صديقه محمد صبحي أبوغنيمة قاصدين اسطنبول، ولكنهما لم يبلغاها، إذ استقر المقام بمصطفى في "عربكير" حيث كان عمه علي نيازي قائم مقام فيها. في "عربكير" عمل مصطفى وكيل معلم ثان لمجلة "اسكيشهر"، إذ عين في هذه الوظيفة بتاريخ 3/10/1918، واستقال منها في 9/3/1919. قضى مصطفى صيف عام 1919 في إربد، واستطاع - بمساعدة بعض زملائه - إقناع والده بضرورة إرجاعه إلى مدرسة عنبر بدمشق، فسافر إليها في مطلع العام الدراسي 1919-1920، ولكن عودته صادفت قيام حركات طلابية شارك فيها، بل كان مع بعض أصدقائه على رأسها، ما جعل السلطات تقرر نفيه إلى حلب، وسمحت له بإكمال دراسته فيها، فسافر إليها في فبراير/شباط 1920 ومكث فيها حتى الشهر السادس من عام 1920، حين غادرها بعد أن حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السلطانية. وفي أثناء دراسته تعلم اللغة التركية وهي اللغة الرسمية وقتذاك، كما عرف الفارسية، وفي أواخر العشرينات درس القانون معتمدا على نفسه، وتقدم للفحص الذي كانت تجريه وزارة العدلية آنذاك فاجتازه، وحصل على إجازة المحاماة في 3 فبراير/شباط 1930. عمل مصطفى في الفترة 22/4/1922-1931 معلما في مدرسة الكرك، وفي مناطق متفرقة من شرقي الأردن، وحاكما إداريا لثلاث نواحي شرقي الأردن، وهي وادي السير، والزرقاء، والشوبك. وعمل خلال الأعوام 1931-1942 معلما في إربد، ثم في سلك القضاء ابتداء من 1/1/1933، فتسلم مجموعة من الوظائف هي: مأمور إجراءات، عمان، ورئيس كتاب محكمة الاستئناف، ومدّعي عام السلط، ومساعد النائب العام، ثم عاد إلى وزارة المعارف فتسلم وظيفة المفتش الأول فيها، وحين تركها عُيّن رئيس تشريفات في الديوان العالي، فمتصرفا للواء البلقاء (السلط)، ومكث في منصبه هذا أقل من أربعة أشهر، إذ عُزل واقتيد إلى سجن المحطة في عمان حيث قضى نحو سبعين يوما. بعد خروجه من السجن في نهاية عام 1942 مارس/آذار مارس مهنة المحاماة في عمان حيث افتتح مكتبا خاصا به. كان له صلات واسعة مع كثير من الشعراء المعاصرين له أمثال: إبراهيم ناجي، أحمد الصافي النجفي، إبراهيم طوقان، عبدالكريم الكرمي (أبوسلمى)، الشيخ فؤاد الخطيب، كما كانت صلته وثيقة ببلاط المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين، حيث كانت تجتمع نخبة من الشعراء والأدباء، وتدور بينهم مساجلات ومعارضات شعرية. في صباح يوم الثلاثاء 24/5/1949 توفي مصطفى وهبي التل في المستشفى الحكومي بعمّان، ونقل جثمانه إلى إربد مسقط رأسه، حيث دفن في تل إربد كما جاء في وصيته. من مؤلفاته: عشيّات وادي اليابس، شعر، تحقيق: زياد صالح الزعبي، 1982، وصدر عن المؤسسة الجامعية للدراسات، بيروت، 1998 بالرفاه والبنين  بالاشتراك مع خليل نصر، دراسات، عمّان، 1934، الأئمة من قريش، دراسات، د.ن، عمان، 1938، أوراق عرار السياسية - وثائق مصطفى وهبي التل، (جمعها: محمد كعوش)، د. ن، عمان، 1980، رباعيّات عمر الخيّام (ترجمة)، عمان، 1973. تحقيق د. يوسف بكار، مكتبة الرائد العلمية، عمان، 1990.

مشاركة :