عمان ـ احتفت مؤسسة عبدالحميد شومان، مساء الاثنين، بإشهار الروايات الثلاث الفائزة بجائزة عبدالحميد شومان لأدب الاطفال في دورتها لعام 2019، بالتعاون مع دار جبل عمان ناشرون، والتي جاءت حول الخيال العلمي، بحضور الفائزين بالجائزة الذين تحدثوا عن تجربتهم في كتابة أدب الأطفال، وذلك عبر منصة (زووم) وصفحة المؤسسة على (فيسبوك). وأشتمل الحفل الذي استضافه منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، وأدارته الدكتورة رزان إبراهيم، على عرض فيديو مسجل للفائزين واليافعين واليافعات عن أهمية القراءة وتوفر محتوى مفيد لهذه المرحلة العمرية. وفاز بالمرتبة الأولى بالجائزة الكاتبة ماريا دعدوش من سوريا، عن العمل المعنون "أريد عيوناً ذهبية"، وفي المرتبة الثانية الكاتبة الأردنية لبنى صالح، عن العمل المعنون "نورجاسندا"، وفي المرتبة الثالثة ريمة بنفرج من تونس، عن العمل "الآنسة كاف عين". وأكدت رئيسة الهيئة العلمية للجائزة هيفاء النجار، أن المكتبة العربية تفتقر لرواية الخيال العلمي، لذا ارتأت مؤسسة عبدالحميد شومان أن تشجع أصحاب الأقلام المبدعة على كتابة مثل هذا النوع من الأدب لإثراء المكتبة العربية بروايات رصينة نسجها أصحابها بحرفية عالية، فنحن أحوج ما نكون إلى مبدعين يكتبون رواية الخيال العلمي، ليشكلوا للقارئ من خلالها عالماً كثيفاً خصباً يدعو إلى التأمل، ويحرض على السؤال والتفكير، ويثير الفضول العلمي، ويكرس قيماً إنسانية نبيلة تدعو إلى الخير والمحبة والتسامح، لكي نجني فناً راقياً ورائقاً لجيل المستقبل. ونوهت الى أن التطور العلمي الهائل الذي نشهده في عصرنا هذا، قد استفز مخيلة الكتاب لينسجوا أدباً يتجاوب مع روح العصر وسماته، وفي الوقت نفسه يتجاوزونه إلى المستقبل، ولا شك أن روايات الخيال العلمي توفر أرضية خصبة للكتّاب لتجاوز المألوف والمرئي، من خلال الاتكاء على القوى الإبداعية والحدس والرؤيا في تقديم صورة متخيلة عما سيؤول إليه عالمنا في المستقبل، وآلتهم في ذلك كله الرواية التي تستطيع أن تستوعب كل أشكال المعرفة والثقافة والتجارب الحياتية، وتستطيع أن تجمع الخيال والعلم والمعرفة والحلم والبصيرة، موضحة أن الرواية عمل أدبي محبوك بمخيلة عالية ومنسوج بحدس عميق، وهذا ما نود تقديمه للأجيال القادمة. الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان فالنتينا قسيسية، أكدت أنه ما من إنجاز بشري يضاهي اختراع الكتابة والقراءة، فهو اختراع مكننا من أن نقطع المسافات الطويلة، وأن نقرّب البعيد، من دون أن نغادر أماكننا. والأهم أنه يجعلنا نختبر العوالم الواقعية جنبا إلى جنب مع الفانتازيا. كما أنه يزودنا بالمعرفة الضرورية لنا، ويجلب البهجة والمتعة إلى نفوسنا. إنه اختراع أسهم في تطورنا الإنساني والحضاري، وجعلنا نتشارك الخبرات البشرية في العالم كله. وقالت إنه حين تم اختيار الخيال العلمي الموجه للفتيات والفتيان موضوعا للجائزة، كنا ندرك الأهمية الخاصة لهذا النوع الأدبي، وقدرته على تنمية خيال الطفل ووعيه وإبداعه، كونه يأتي خارجا عن السياق الواقعي، ويبني عوالمه الأدبية بانطلاق كامل للخيال، وبالتالي سيكون قادرا على تحفيز الخيال الإبداعي لدى الطفل في فترة مبكرة، وهو الخيال الذي ترتكز عليه معظم علوم المستقبل التي أنتجت التكنولوجيا التي نستخدمها اليوم، بينما كنا نعتقد سابقا أنها ستظل مجرد خيال، مثلما انطلقنا من حقيقة أن هذا النوع الأدبي لا يزال غير منتشر عربيا، ومعظم ما هو موجود في مكتباتنا هو أدب مترجم عن اللغات الأخرى، لذلك أردنا تحفيز المبدعات والمبدعين العرب من أنحاء العالم للكتابة فيه، وإثراء المكتبة العربية، وتطويره ليكون مضاهيا لما هو موجود في العالم. وأعرب مؤسس والرئيس التنفيذي لدار جبل عمان ناشرون، سنان صويص عن اعتزازه بالشراكة مع مؤسَّسة عبدالحميد شومان في نشر الروايات الثلاثة الفائزة في جائزة شومان لأدب الأطفال لدورة عام 2019 في موضوع "رواية الخيال العلميِّ للفتيان والفتيات"، مشيرا إلى الدور المهمِّ الذي تؤدِّيه المؤسَّسة في دعم الحركة الأدبيَّة في المنطقة العربيَّة، وتشجيع المواهب العربيَّة الشابَّة حول العالم. الدكتورة رزان إبراهيم أشارت في بداية الحفل إلى أن المؤسسة دأبت منذ العام 2013 على نشر الأعمال الفائزة بالجائزة تكريما للمجهود المبذول فيها ولتعميم الفائدة المرجوة منها. ونوهت إلى أن الحديث عن قصص الخيال العلمي يرتبط بجملة من التطورات المتوقعة في العلوم والتكنولوجيا، مبينة أن بعض أنواع قصص الخيال العلمي تعلم متلقيها طريقة التفكير العلمي بكل ما تشتمل عليه من ملاحظة وتجربة واستنتاج. الفائزة بالمرتبة الأولى ماريا دعدوش، بينت أن الخيال العلمي وعلى الرغم من أنه يتحدث عن الأشياء المستقبلية الا أنه فعليا يتحدث عن مشاكل لها جذور في الوقت الحالي ومنذ آلاف السنين، مشيرة إلى أن معظم الاختراعات بدأت من أفكار الحالمين أو الفنانين والأدباء وقد وجدت طريقها في النهاية إلى أرض الواقع. وأشارت الفائزة بالمرتبة الثانية لبنى صالح، إلى أن الإنسان مرتبط منذ البدء بالكلمة التي هي أداته للتعبير عن نفسه ومشاعره وطموحاته وأحلامه وللتواصل مع الآخرين، والتي يستطيع من خلالها أيضا التعبير عن هواياته المختلفة مثل الشعر والقصة وغيرها من الفنون الأدبية. ريما بنفرج الفائزة بالمرتبة الثالثة، أوضحت أن روايتها استندت إلى مرجعية اهتماماتها الشخصية بالشأن البيئي، وحقوق الأجيال القادمة ببيئة سليمة ومستدامة، مشيرة إلى أن الرواية خاطبت الأطفال ودعتهم إلى ضرورة الاهتمام بالبيئة والدفاع عن حقوقهم البيئية. يشار إلى أن جائزة عبدالحميد شومان لأدب الأطفال، انطلقت في العام 2006 إيمانًا من المؤسسة بأهمية إثراء المحتوى العربي للأطفال، وحرصًا منها على تحفيز الفكر الإبداعي لديهم وتشجيعهم على القراءة، وللإسهام في الارتقاء بالأدب الذي يكتب للأطفال لتحقيق الإبداع والتطوير المستمرين فيه، ومشاركةً منها في دعم الطفولة العربية بالمعرفة الإبداعية. وتمنح الجائزة للأعمال الأدبية الموجهة للأطفال، والتي تكون معدّة خصيصًا للجائزة من الكتاب العرب في أحد مجالات الأدب والذي تحدده الهيئة العلمية للجائزة كل عام.
مشاركة :