يجمع الباحثون والاقتصاديون على أن ميناء العقير بمحافظة الأحساء يعد أقدم الموانئ التجارية المطلة على ضفاف الخليج العربي على الإطلاق، ولا يزال هذا الميناء يمتلك من الآثار والأطلال التي تثبت مكانته التجارية والاقتصادية والسياسية قبل قرون خلت. وظل ميناء العقير طوال قرون محط القوافل التجارية القادمة من شرق ووسط وجنوب آسيا، وكذلك أفريقيا، لتأتي الرواحل وتحمل على ظهورها تلك البضائع إلى نجد، وبعض دول الخليج، وهجر الأحساء، فكان هذا الميناء يعج بالحركة التجارية. وعلى الرغم من ذلك الإرث الاقتصادي الضخم، إلا أن العقير لا يزال يفتقر لوجود مرفأ لصيد الأسماك، رغم أن الصيادين من أبناء الأحساء بح صوتهم للمطالبة بإنشاء مرفأ يفتح لهم أبواب رزق ظلت طوال السنوات الماضية مؤصدة في وجوههم، رغم المرافئ الكثيرة التي أنشئت على الساحلين الغربي والشرقي. ورغم مرور سنوات عديدة على تأكيدات وزير الزراعة السابق، بأن العقير ضمن الموانئ التي سينشأ فيها مرفأ لصيد الأسماك، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق حتى الآن. علي الشريدة "صياد" لفت في حديث ٍيوم أمس ل"الرياض" أن وزارة الزراعة لم تنفذ وعودها التي أطلقتها منذ أكثر من ثلاثة عقود بعمل مرفأ، وتابع أن عدم إنشاء مرفأ دفع بنحو 60 صياداً من الأحساء للانتقال للصيد في مدينة الخبر، ولم يتبقَ حالياً سوى أربعة صيادين هو أحدهم. بدوره أشار صالح مسفر النعيمي "صياد" أن الحفر المتواضعة الموجودة حالياً والمخصصة لوقوف طراداتهم للصيد عملت بجهودهم الشخصية ومن أموالهم ولا تتجاوز مساحتها 20 متراً مربعاً تتعرض خلالها الطرادات للاصطدام والتلفيات وخسائرهم كثير لهذا السبب. من جانبه شكا علي البلوشي "صياد" من أنه ولعدم توفر الكهرباء في سكن العمالة في العقير، فالعمال لا يستطيعون العمل ويضطرون للسفر خلال أشهر الصيف التي تمتد لأربعة أشهر فيتوقف عملهم بشكل كلي، واستدرك أنهم وبعد المطالبات الحثيثة يجري حالياً توصيل الكهرباء بدعم أمانة الاحساء، متسائلاً: لماذا دور وزارة الزراعة غائب عن دعم الصيادين في العقير؟! وأشاد جل الصيادين بجهود أمانة الأحساء مشكورة ممثلة في أمين الاحساء م. عادل الملحم، حيث خصصت الأمانة أراضي موقتة لهم لبناء مساكن للعمالة ووضع أدواتهم فيها "بصورة موقتة" بدلاً من بيوت الصفيح التي كانت موجودة في السابق، كما وفرت لهم الماء بدلاً من صهاريج المياه التي كانوا يشترونها في السابق، كما تقوم الأمانة حالياً بمد الكهرباء لهم في خطوة مهمة جداً، لافتين أن تلك الجهود بعثت الراحة في نفوسهم ووفرت عليهم الكثير. من جانبهم نبه الصيادان محمد جبر الدوسري ومحمد عبدالله الهاجري، إلى أن كمية الأسماك القليلة التي يصطادونها يضطرون للذهاب بها إلى الدمام لعرضها في المزاد هناك، وذلك كله بسبب توفر أبسط الخدمات التي يجب أن تتوفر لصيادي العقير، وتمنى الصيادون على وزير الزراعة الحالي م. عبدالرحمن الفضلي سرعة إنشاء مرفأ لصيادي العقير أسوة ببقية المرافئ الأخرى في بقية مناطق المملكة، مذكرين بأن العقير يتمتع بمياه وأعشاب نظيفة نسبياً، ولذا فأسماكه ذات مذاق مميز وسعرها أعلى من غيرها وتحظى بطلب كبير في سوق المنطقة الشرقية.
مشاركة :