أموال كبيرة وضخمة صُرفت على النصر هذا الموسم قابلتها محصلة نهائية مخيّبة، فمن شاهد الصفقات التي اُبرمت والعقود التي وقعت والوعود التي أُطلقت قبل بداية الموسم جزم بأن الحصاد سيكون تاريخيا وغير مسبوق، لكن الواقع كان مختلفا، فالفريق الذي دُعمت خزينته بأرقام فلكية عجز عن نيل دوري أبطال آسيا وتحقيق الدوري أو الكأس، بل إنه لم يفلح حتى في الظفر بمقعد آسيوي، وأنهى الدوري سادساً بفارق 15 نقطة عن البطل. أما أنا فلم أستغرب هذه النهاية للنصراويين رغم وعود "المشروع" واكتساح البطولات، لأنني مؤمن بأن حال "فارس نجد" لن يصبح أفضل إلا إن غيّر بعض النصراويين سلوكهم، وأقصد بذلك أن يتفرغوا لناديهم وأحواله، ويتركوا الانتصارات الوهمية خارج الملعب، ويبتعدون عن مطاردة المنافسين والانشغال بهم، بالإضافة إلى أنهم مطالبون بوضع أيديهم على أي خلل في ناديهم وانتقاده ومعالجته، وتجنب نظريات المؤامرة ورمي التهم على المسؤولين والحكام واللجان، وغيرها من الأعذار التي ربما أنها تصدق مرة من بين 100 مرة. وإن أراد النصراويون زيادة عدد بطولاتهم للرقم الذي يطمحون له فالوصفة سهلة، وهي استغلال الدعم المالي الكبير الذي يحظى به ناديهم من خلال الصفقات والعمل الفني والاداري الناجح، بدلاً من إضاعة الوقت بالبحث في الماضي ومحاولة زيادة الرقم ببطولات وإنجازات لم نسمع عنها إلا في هذه الأيام! ولعل اللافت للنظر أنه في كل مرة يخفق فيها النصر لا يستفيد النصراويون من ذلك، أقصد بمعرفة الأسباب وتجنبها، إذ تجدهم يكررون ذات الأخطاء، وبرأيي أن واحدا من أكثر الأخطاء تكراراً هو عدم تصدي النصراويين لبعض أولئك الذين يتصدرون مشهد ناديهم، ويضرون الفريق بأطروحاتهم وببعض المهاترات التي يزجون بالنصر ولاعبيه فيها، حتى الرئيس السابق لم يسلم منهم بعد أن أُبعد من وزارة الرياضة، رغم أنهم كانوا يشيدون به وبعمله ليل نهار خلال جلوسه على كرسي الرئاسة، لكنهم انقلبوا عليه، وهذا مايجب أن يتنبه له الرئيس الحالي مسلي آل معمر، خصوصاً وأنه إعلامي ويعرف كيف يفكر بعض المحسوبين على المهنة!
مشاركة :