يقدم السريع برنامجاً جديداً بعنوان «الدخينة» يركز فيه على مرحلة الأسطوانات في الغناء الكويتي القديم. كشف الباحث في التراث والأدب الشعبي د. يوسف السريع عن برنامج جديد سيُعرض قريباً على القناة الأولى في تلفزيون الكويت بعنوان "الدخينة"، من تقديمه وإعداده، وتحليل للفنون وغناء د. أحمد الصالحي، بقيادة المايسترو د. بسام البلوشي، وإخراج خالد العسماوي. وبهذا الصدد، قال د. السريع: "البرنامج سيوثق حقبة مهمة من تاريخ الغناء الكويتي، وبداية التوثيق أيام الاسطوانات في أعوام 1927، 1928، 1929 لفنانين كبار قاموا بتوثيق الأغنية الكويتية، مثل: عبداللطيف ومحمود الكويتي، وعبدالله فضالة، ومحمد بن سمحان، وغيرهم من المطربين الكبار من الكويت والبحرين، ومن الفنانين الذين قاموا بتوثيق الأغنية الشعبية من أصوات أو سامري أو فنون أخرى". وأشار إلى أنه "من خلال برنامج الدخينة نحاول التعرف على هذه الألحان التي كانت تغنى، وعرضها لمحبي هذا التراث بطريقة حديثة من خلال تخت وغناء هذه الفنون، وإظهارها للجمهور بطريقة جميلة". وتابع د. السريع: "نحن نعرف كباحثين أنه من الأوائل الذين قاموا بتوثيق وغناء تلك الأغاني هو المؤسس والفنان والشاعر عبدالله الفرج، حيث يُعد اللبنة الأولى في غناء تلك الألحان، خصوصا ألحان الصوت. الفرج أعطى مسيرة واضحة في رحلة الأغنية الكويتية، وتوفي عام 1901، ليقوم تلاميذه بنقل هذا التراث العريق أمثال خالد ويوسف البكر، وأيضا تلاميذ خالد ويوسف وهم عبداللطيف ومحمود الكويتي، وعبدالله فضالة، ومحمد بن سمحان، وملا سعود المخياطة، وهم الذين ظهروا مع بداية انطلاق الأسطوانات، وقاموا بالتسجيل". وأضاف: "نحن في البرنامج نحاول إظهار تلك الفنون التي سجلت ما بين هذه الأسطوانات. نحاول أن نعيدها بطريقة حديثة وإيصالها الجمهور". وأوضح د. السريع أن "الفرج هو الذي أطلق (الدخينة) على ديوانه، فهي عبارة عن غرفة وفيها (وجار) مكان للشاي، وأيضا البخور، وكانت مغلقة لا يوجد بها شبابيك"، لافتا إلى أن الفرج يجتمع مع أصدقائه بهذه الغرفة، ويسمر معهم، ويغني الألحان من أصوات وسامري وفنون، وأيضا كان يقوم بالإلقاء الشعر. وأشار إلى أن برنامج الدخينة سيكون في موسمه الثاني، وسيُعرض كل يوم سبت، ومدته من 45 إلى 50 دقيقة كسهرة، لافتا إلى أن الأماكن التي اختيرت للتصوير كانت تحمل طابعا تراثيا يتناسب مع أجواء وفكرة البرنامج، فقد تم تصوير الحلقة الأولى في نقابة الفنانين والإعلاميين، والتي تضمنت متحفا جميلا. أما الحلقات الأخرى، فستكون في البيوت القديمة، مثل: "بيت السدو"، "المرسم الحر" وغيرهما. ووجَّه د. السريع شكره للوكيل المساعد لشؤون التلفزيون في وزارة الإعلام تركي المطيري، الذي أبدى حرصا كبيرا على وجود البرنامج في الدورة البرامجية، إضافة إلى مدير إدارة الإنتاج في قطاع التلفزيون لافي السبيعي، الذي كان حريصا على انطلاق البرنامج، كما وجَّه الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على تعاونهم.
مشاركة :