روى ناجون تفاصيل لحظات مرعبة عانوها في ولاية أوريغون الأميركية، حين قتل مسلّح 9 أفراد وجرح 7 في كليّة، قبل أن ترديه الشرطة. وفيما تحقّق السلطات في دوافع المسلح تؤجّج الجريمة، وهي الأسوأ في الولايات المتحدة هذه السنة، سجالاً صاخباً في شأن اقتناء السلاح، بعد حوادث مشابهة كثيرة في السنوات الأخيرة أوقعت عشرات القتلى. وأسِف الرئيس الأميركي باراك أوباما لأن إطلاق النار العشوائي بات «روتينياً» في بلاده، قائلاً: «فقدنا الإحساس إزاء ذلك. نحن الدولة المتطورة الوحيدة التي تشهد مجازر مشابهة كل أشهر». وهاجم الكونغرس بسبب امتناعه عن كبح ذلك. (للمزيد) المسلح الذي يُدعى كريس هاربر ميرسر (26 سنة)، اقتحم نحو الساعة العاشرة والنصف صباحاً، صفاً في كلية أومبكوا الجامعية في منطقة روزبرغ، وقتل مدرّساً وطلاباً، واحداً تلو آخر، قبل مقتله برصاص شرطيَّين. وبثّت شبكة «سي أن أن» أن ميرسر كان يحمل ثلاثة مسدسات وبندقية هجومية ويرتدي سترة مقاومة للرصاص لدى ارتكابه جريمته في الكلية. وفي صورة وُضعت على موقع للتواصل الاجتماعي، يُعتقد بأنها للجاني، ظهر شاب حليق الرأس يرتدي نظارة داكنة وهو يحملق في كاميرا ممسكاً ببندقية. وأفادت تقارير بأن ميرسر قد يكون أعلن نياته على الإنترنت قبل تنفيذ جريمته. وأعلن جون هانلين، مسؤول الشرطة المحلية في منطقة دوغلاس، مقتل تسعة أشخاص وجرح سبعة، ثلاثة منهم في حال خطرة. وأكد أن السلطات تعرّفت إلى هوية المسلح، لكنه لم يفصح عنها. وأضاف: «لن ألفظ اسمه. لن أمنحه الشهرة التي ربما كان يسعى إليها، قبل هذا العمل المروّع الجبان». وأشار إلى أن الشرطة «تحقّق في شأنه ودوافعه». وقالت طالبة إنها سمعت 35- 40 طلقة من صف ملاصق، وشاهدت زميلاً يُصاب بطلق، عندما فتحت الباب للتحقّق مما يحدث. وأضافت: «أقفلنا كل الأبواب وأطفأنا الأنوار. كنا مذعورين، واتصلنا بخدمات الطوارئ وبأهالينا، وقلنا لهم إننا نحبهم لأننا لم نكن نعرف ماذا سيحصل وإن كانت هذه كلماتنا الأخيرة». وروى والد ستايسي بويلان، وهي طالبة عمرها 18 سنة أُصيبت لكنها نجت بعدما تظاهرت بأنها ماتت، أن ابنته أبلغته أن المسلح الذي لم يكن يرتاد الكلية، اقتحم الصف وأطلق النار على أستاذها من مسافة قريبة. ونقل عن ابنته قولها إن الجاني كان يسأل الطلاب «واحداً تلو آخر: هل أنت مسيحي؟ إذا كنت مسيحياً قف. لأنك مسيحي سترى الله خلال ثانية، ثم أطلق النار عليهم وقتلهم». وفرضت الشرطة طوقاً على شقة المسلح التي تبعد نحو 8 كيلومترات من روزبرغ، وتحدثت إلى عائلته وجيرانه. وأشار والد الجاني، أيان ميرسر، إلى «يوم مدمّر بالنسبة إليّ ولعائلتي». لكن سكاناً في المنطقة وصفوا القاتل بأنه «لم يكن ودياً»، مشيرين إلى أنه كان «يجلس وحيداً في الظلام على شرفة». وأفاد مركز متخصص بإحصاء حوادث مشابهة، بأن الولايات المتحدة شهدت هذه السنة 293 حادث قتل عشوائي، علماً أن ذلك أثار مطالبات بمزيد من السيطرة على الأسلحة، لكن التعديل الثاني في الدستور الأميركي يحمي ملكية الأسلحة. والمفارقة أن هانلين كان وجّه عام 2013 رسالة إلى جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، تعارض فرض قيود على اقتناء السلاح.
مشاركة :