قال مسؤولو وكالات سفر وسياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، إن إقامة ممرات سفر آمنة بين الإمارات وعدد من الدول للحاصلين على لقاح كوفيد-19، ستحدث نقلة نوعية في السفر. وأوضحوا أن "الممرات الآمنة" توفر عنصر الأمان للمسافرين وتحمل رسالة بأن السفر آمن تماماً، فضلاً عن أن السفر إلى الدول الموقعة على اتفاقيات ممرات السفر الآمنة والعودة، لن يعقبه حجر صحي، مشيرين إلى أن ذلك يعتبر من أهم مطالب المسافرين بعد جائحة "كورونا". ودخلت اتفاقيات الممرات الآمنة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل من البحرين وصربيا واليونان وسيشل حيز التنفيذ مع نهاية الشهر الماضي، مع توقعات بأن ترفع هذه الاتفاقيات حجم السياحة الصيفية إلى الإمارات هذا الموسم. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أن اتفاقيات ممرات السفر الآمنة مع مملكة البحرين وجمهورية اليونان وجمهورية سيشل وجمهورية صربيا، دخلت حيز التنفيذ وذلك بهدف فتح المجال الجوي بين هذه الدول دون تطبيق إجراءات الحجر على المسافرين الذين تنطبق عليهم الشروط. وقد اشترطت دولة الإمارات مع كل من البحرين واليونان وسيشل وصربيا على المسافرين الراغبين بالاستفادة من فرص السفر بين هذه الدول أن يكونوا حاصلين على جرعتي اللقاح ضد فيروس كوفيد-19. وتهدف هذه الاتفاقيات لإنشاء ممرات آمنة إلى دفع عجلة السياحة بين الإمارات وهذه الدول ضمن مرحلة أولى لعودة الحياة الطبيعية وإعادة تدفق السياح إلى هذه الدول كما كانت عليه قبل جائحة كورونا. ويؤكد الخبير السياحي بشركة نيرفانان السياحية في أبوظبي، عمر العلي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هذه الاتفاقيات دعمت كثيراً الحركة السياحية بعد الإعلان عنها، وظهر ذلك جلياً في حجم الحجوزات الفورية خلال الصيف الحالي، والحجوزات المستقبلية التي تغطي المرحلة المقبلة. وقال العلي: "لاحظنا إقبالاً متزايداً نسبياً على حجوزات سياحية خلال فترة الصيف الحالي، وهو ما دعم حركة السفر بين الإمارات والبحرين واليونان وسيشل بفضل إلغاء شروط الحجر التي كانت مفروضة على القادمين". ويرى العلي أن السياح إلى أبوظبي كانوا عليهم الالتزام بالحجر الصحي لمدة أسبوع كامل، وهو ما يضيع على السائح فترة إجازته التي تكون بالعادة محدودة المدة. وتنص اتفاقيات الممرات الآمنة بين الإمارات والبحرين واليونان وسيشل على إعفاء المواطنين والمقيمين الراغبين بالاستفادة من فرص السفر المتوافرة حالياً من الحجر في هذه الدول شريطة إبراز حصولهم على الجرعة الأخيرة من اللقاح المضاد لكوفيد-19، مع إبراز المسافر نتيجة سلبية للفحص المخبري (PCR). من جانبه، أكد مدير المبيعات والتسويق في فندق سانت ريجيس نخلة دبي، نديم البلبيسي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الممرات الآمنة تعمل على زيادة التبادل السياحي بين الدول الموقعة على الاتفاقيات، وأن السياحة إلى الإمارات من البحرين تعد مهمة من حيث السياحة الفردية وسياحة المعارض. وقال البلبيسي: "حجوزات السفر إلى الإمارات من البحرين واليونان وسيشل ارتفعت نسبياً بعد دخول اتفاقيات الممرات الآمنة حيز التنفيذ، وقد دعمت هذه الاتفاقيات فرص الترويج للسياحة الإماراتية على أنها سياحة آمنة وغير مقيدة بأي نوع من الحجر الذي يضيع على السائح الوقت والإجازة". واعتبر البلبيسي أن حصول السائح على جرعتي اللقاح ونتيجة سلبية لفحص (PCR) هما الأهم في المرحلة الحالية، مؤكداً أن الفنادق في الإمارات تتلقى التحديثات الدورية بهذا الخصوص من الجهات المعنية بالدولة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد زيادة في أعداد السياح مع استمرار افتتاح الممرات الآمنة بين دول العالم. واعتبرت رئيسة قسم المبيعات في "وكالة بن حم للسفريات"، لمى ميساوي، أن ممرات السفر الآمنة نقلة نوعية في السفر، تؤدي إلى زيادة في الطلب تراوح بين 35 و40% على السفر سواء من الإمارات أو إليها، وهي مهمة في الوقت الراهن لتوفر ممرات سياحية وتجارية كبيرة وآمنة للمسافرين ورجال الأعمال. وترى ميساوي أن ممرات السفر الآمنة، فعالة جداً، لاسيما أنها تشكل وجهات مريحة لسفر المواطنين والمقيمين في مواسم السفر كلها، خاصة في موسم الصيف الحالي مع اقتراب الإجازات. وأوضح الخبير السياحي، سعيد عبدالله الحمادي، أن الممرات الآمنة تعمل على تنشيط السفر في كلا الاتجاهين أي من الإمارات وإليها مع الدول الموقعة على الاتفاقيات الحالية بنسب تفوق 25%، خصوصاً أنها تضمن للمسافرين السفر إلى وجهات آمنة وعدم الخضوع للحجر الصحي. ودعا عضو المركز العربي السياحي، محمد مصطفى، جميع دول العالم أن تحذو حذو الإمارات في إنشاء ممرات سفر آمنة، مع الامتثال للتوصيات العالمية المعمول بها لمواجهة جائحة كوفيد-19، معتبراً أن ممرات السفر الآمنة ستزيد من وتيرة تعافي قطاع السفر والسياحة في دولة الإمارات. إلى ذلك، أكد هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي أن "حركة التعافي وتزايُد أعداد الزوار في النصف الثاني من عام 2020 تعكس مدى فاعلية النهج الذي اتبعته دبي في تجاوز هذا التحدي غير المسبوق، وأتاحت لنا مواصلة هذا الزخم في عام 2021، الذي استقبلنا فيه 1.67 مليون سائح دولي خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، كما قامت دبي ومن خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص بإطلاق عدة مبادرات مبتكرة لمواكبة تطلعات الزوار خلال هذه الفترة الحرجة التي تعيشها العالم". وتأتي الجهود الدبلوماسية الإماراتية لإبرام اتفاقيات مع دول العالم لفتح ممرات آمنة للسفر، بهدف تسهيل حركة السفر الآمن، بعد تجاوز حملة التطعيم الوطنية الأهداف الأولية الموضوعة، مع اقتراب عدد لقاحات كورونا الممنوحة بالدولة من رقم 13 مليون جرعة، ليرتفع بذلك معدل توزيع اللقاح إلى 129.53 جرعة لكل 100 شخص، ما يجعل الإمارات في مقدمة الدول التي شارفت على التعافي التام من الجائحة، ويفتح الباب أمام عودة الحياة الطبيعية وانتعاش حركة السفر والمطارات والسياحة بشكل عام.
مشاركة :