مواجهة منتظرة بين واشنطن وموسكو حول معابر سوريا

  • 6/4/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مواجهة منتظرة بين واشنطن وموسكو حول معابر سوريا دمشق- تستعد الولايات المتحدة لمعركة تجديد التفويض بشأن مرور المساعدات الإنسانية عبر المعابر الحدودية إلى سوريا مع اقتراب انتهاء التفويض الأممي، وسط مخاوف من إقدام روسيا على رفع الفيتو في وجه المشروع الأمر الذي سيشكل تحديا كبيرا للمجتمع الدولي في ظل وجود ملايين النازحين في الداخل السوري بحاجة إلى المساعدات. وينتهي التفويض الأممي في العاشر من الشهر المقبل، ويعد تجديده أول تحدّ لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فيما يتعلق بالشأن السوري. وقامت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد الخميس بجولة في معبر باب الهوى المقابل لبوابة “جيلوة غوزو” على الحدود السورية – التركية، في إطار زيارة بدأتها الأربعاء إلى تركيا للتباحث مع المسؤولين الأتراك والمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا بشأن سبل تعزيز وصول المساعدات إلى السوريين. وقالت السفيرة الأميركية إن معبر باب الهوى من بين المعابر القليلة التي بقيت مفتوحة للدخول إلى سوريا، مشيرة إلى أنه “الخيار الأفضل حالياً للمجتمع الدولي، وإذا تم إغلاقه فسوف يتسبب ذلك في الكثير من الظلم”. والتقت غرينفيلد خلال الجولة نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كاتس، والعاملين في مؤسسات الإغاثة الإنسانية للوقوف على آخر الأوضاع وانشغالاتهم. وأعلنت المسؤولة الأميركية أن الولايات المتحدة ستوفر تمويلًا إضافيًا من أجل السوريين بقيمة 240 مليون دولار. وشدّدت على أن كل 4 من بين 5 أشخاص في الشمال السوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وهناك الملايين من الأشخاص في محافظة إدلب (شمال غرب). ودعت السفيرة الأميركية الأمم المتحدة إلى ضمان إرسال المساعدات الإنسانية واللقاحات المضادة لفايروس كورونا والمستلزمات الطبية لإنهاء المآسي التي يعيشها السوريون. ولفتت إلى أن واشنطن تجري مباحثات مع مجلس الأمن وتركيا وروسيا من أجل فتح معابر جديدة خاصة بالمساعدات الإنسانية إلى هذا البلد. من جهته حذر المسؤول الأممي مارك كتس من “كارثة إذا لم يتم تمديد العمل بقرار مجلس الأمن. نعلم أن الناس سيعانون بحق”. وأضاف المسؤول الأممي “نتوقع من المجلس أن يجعل احتياجات المدنيين في المقدمة… في شمال غرب سوريا هناك البعض من أشد الناس احتياجا على مستوى العالم”. وسمح مجلس الأمن الدولي في عام 2014 لأول مرّة بعبور مساعدات إنسانية عبر الحدود إلى سوريا، من أربع نقاط، لتنجح روسيا والصين لاحقا في خفض عددها وحصرها بنقطة عبور واحدة، وهي معبر باب الهوى مع الجانب التركي. وكانت روسيا استغلت في ذلك تساهل الإدارة الأميركية السابقة، التي لم تكن تولي اهتماما كبيرا بالملف الإنساني في سوريا، وركزت على محاربة تنظيم داعش ووضع اليد على منابع النفط والغاز. ويبدو من خلال تحركات السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أن الإدارة الحالية بقيادة بايدن تحاول تصويب هذا المسار، مع ترجيحات بمواجهة قوية منتظرة بينها وبين روسيا في مجلس الأمن بشأن المعابر الحدودية. وإلى جانب مساعيها لتجديد التفويض الأممي الحالي تحاول الولايات المتحدة مع حلفائها توسيع قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، وستسعى السفيرة الأميركية للضغط باتجاه زيادة عدد المعابر الحدودية، إذ لا يوجد “بديل قابل للتطبيق” للتخفيف من معاناة اللاجئين. ومن المرجح أن تقابل هذه الجهود بمعارضة شرسة من روسيا وحليفتها الصين حيث أن الطرفين يعتبران أنه لم تعد هناك حاجة لمرور المساعدات الإنسانية إلى النازحين عبر المنافذ الحدودية، لاسيما بعد استعادة النظام السوري السيطرة على أكثر من نصف مساحة البلاد. ويقول مراقبون إن روسيا ستحاول إجهاض تجديد التفويض الأممي وفرض مرور المساعدات إلى الأراضي السورية عبر بوابة دمشق، لافتين إلى أن الأمر لا يخلو من اعتبارات سياسية حيث أن موسكو تحاول توظيف هذه الورقة لتعويم الرئيس بشار الأسد، وكسر حلقة العزلة الدولية المفروضة عليه منذ عام 2012. واتهم نائب مندوب روسيا في مجلس الأمن دميتري بوليانسكي مؤخرا الغرب بتجاهل أهمية تسليم المساعدات عبر خطوط النقل من دمشق، وقال إنهم “لا ينوون اتخاذ أية خطوات من شأنها أن تخلق مشاكل” للمسلحين في محافظة إدلب. ويوجد في محافظة إدلب، التي يتقاسم السيطرة عليها كل من النظام وتنظيمات جهادية، أكثر من 3 ملايين نسمة معظمهم من النازحين القادمين من مناطق استعادتها القوات الحكومية، ويعاني جلهم من ظروف إنسانية صعبة، فاقمها تفشي وباء كورونا. وناشد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، قبل أيام أعضاء مجلس الأمن الدولي عدم قطع “شريان الحياة” للاجئين السوريين في الشمال السوري. وطالب لوكوك بـ”المزيد من المساعدة عبر الخطوط” و”المزيد من المساعدة عبر الحدود”.

مشاركة :