الجزائر/ حسام الدين إسلام/ الأناضول في ظل جائحة "كورونا" وحالة فتور في الشارع الجزائري تجاه الانتخابات النيابية المبكرة، في 12 يونيو/حزيران الجاري، باتت منصات التواصل الاجتماعي مقصدا للمرشحين، في محاولة للدعاية لبرامجهم وإقناع الناخبين بالتصويت لهم. ورسميا، انطلقت حملة الدعاية الانتخابية في 20 مايو/أيار الماضي، وتمتد لـ19 يوما في محافظات البلاد الـ58. ويتنافس المترشحون من 1483 قائمة - 646 تمثل 28 حزبا و837 قائمة مستقلة - على 407 مقاعد في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان). ** أساليب دعائية حديثة وبسبب التدابير الاحترازية لمنع انتشار فيروس "كورونا"، يعتمد المرشحون في الدعاية أسلوبا جديدا بالجزائر، عبر نشر ملصقات تعريفية على منصات التواصل، تتضمن أسماءهم وشعاراتهم وبرامجهم الانتخابية. وفي 19 مايو الماضي، كشفت السلطة المستقلة للانتخابات عن بروتوكول صحي، باسم "كوفيد مناجير"، لتطبيق التدابير الوقائية من "كورونا" خلال التجمعات الانتخابية، وفق رئيس الهيئة، محمد شرفي. وقال شرفي، في تصريحات صحفية آنذاك، إن "كوفيد مناجير مكون من أطباء مختصين لمتابعة مدى تطبيق إجراءات البروتوكول الصحي خلال تجمعات الحملة الانتخابية للحد من كورونا". وأوضح أن "من أبرز قواعد البروتوكول، ارتداء الكمامة والتعقيم واحترام التباعد الجسدي وتخصيص كراسي للحاضرين مع منع الوقوف وقياس درجة حرارة الحضور والمشرفين على التجمع قبل دخول القاعة". ويُلاحظ أن عدم اهتمام المواطنين بالانتخابات والتجمعات الانتخابية الميدانية رغم قلتها، أدى إلى هجرة المرشحين، سواء أحزاب أو مستقلين، إلى العالم الافتراضي، لمحاولة إقناع الناخبين ببرامجهم الانتخابية. وبشكل غير مسبوق، تغزو الفضاء الافتراضي صور ومقاطع مصورة للمرشحين وأنشطتهم وسيرتهم الذاتية. ** منصات إلكترونية كما بادر شباب، في ظل "كورونا"، إلى إطلاق منصات إلكترونية لصالح المواطنين والمترشحين معا. محمد أمين بوراس، أطلق تطبيق "صوّت لي"، وهو منصة للتعريف بالمرشحين وبرامجهم وخطاباتهم، مع إجراء استطلاعات للرأي حول العملية الانتخابية. وقال بوراس، للتلفزيون الجزائري الرسمي مؤخرا، إن منصته "تجمع كل المترشحين، أحزابا ومستقلين، وتعرض برامجهم وقوائمهم الانتخابية". وأضاف أن "المنصة تضم كل الدوائر الانتخابية، سواء في 58 محافظة أو في الخارج، كما تحتوي على فيديوهات وصور ومعلومات عن المترشحين وسيرهم الذاتية". وأفاد بأن "المنصة تضم أيضا نافذة لسبر (استطلاع) آراء المواطنين حول القوائم الأولى الأكثر تقدما خلال الحملة الانتخابية". وأوضح بوراس أن "فكرة (صوّت لي) جاءت للتخلي عن الطريقة الكلاسيكية بعرض اللافتات والملصقات ميدانيا". ** الإعلام البديل ووفق نور الدين ختال، مرشح عن حزب "حركة البناء الوطني" (إسلامي)، فإنه "كان لابد على المترشحين الوصول إلى أصوات الناخبين من خلال وسائط التواصل الاجتماعي". وأضاف ختال، وهو ناشط سياسي وإعلامي، للأناضول، أن "منصات التواصل أصبحت إعلاما بديلا عن الصحف وحتى القنوات التلفزيونية، لهذا وجب الوصول إلى الناخبين عن طريقها". وتابع أن "الأساليب التي اعتمدها المرشحون لهذه الانتخابات تختلف عن أساليب الانتخابات السابقة، من حيث استعمال تقنيات حديثة وأساليب جديدة للتواصل مع المواطنين". ورأى أن "هذا الأمر إيجابي، والإعلام البديل (مواقع التواصل) سيعوض مع الوقت الإعلام التقليدي (الجرائد والتلفزيون)". ومضى ختال قائلا إن "الإعلام الجديد، عبر منصات التواصل ومختلف الوسائط، يخاطب أشخاصا أغلبهم لا يشاركون في الانتخابات، عكس الإعلام التقليدي الذي يخاطب الذين لديهم ثقافة سياسية". وأردف أن "الإشكال الأكبر هو في إقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات النيابية، رغم أهمية مواقع التواصل، غير أن الدور الأبرز يبقى للإعلام التقليدي". وأوضح أن "الأساليب الجديدة تكمن في الدعائية عبر منصات التواصل بفتح المترشحين صفحات وأسلوب الغرافيكس والصور الجيدة والفيديوهات الترويجية للحملة". واستطرد ختال : "خلال هذه الفترة انتشرت فيديوهات كثيرة لصحفيين مترشحين وسياسيين يُسوّقون لترشحهم، وهذا شيء جديد لم تشهده الساحة السياسية سابقا". ** التسويق السياسي افتراضيا من جانبه، قال صابر يونس شريف، مرشح عن حزب "جيل جديد" (علماني)، للأناضول: "بلغنا مرحلة وجب فيها احترام عقول الناخبين والناس وتقديم البرامج والناخبين بصورة إيجابية". وتابع شريف، وهو إعلامي، أن "هناك ما يسمى بالتسويق السياسي أو الاتصال السياسي، الذي تغاضى عنه عديد المترشحين خلال هذه الحملة الانتخابية أو في السابق". وأردف: "قبل إعلاني الترشح بأسابيع حَضَّرت مخططا اتصاليا وإعلاميا، مثل إعلان الترشح بطريقة مغايرة للآخرين الذين أعلنوا عن ترشحهم بمنشور مرفوق بصورتهم في فيسبوك يطلبون عبره من الشعب تزكيتهم (انتخابهم)". وأضاف: "أردت الخروج من هذه الصورة النمطية، بإطلاق فيديو أشرح فيه الأسباب التي جعلتني أترشح للبرلمان عن محافظة الجزائر". واستطرد: "من الضروري جدا اليوم احترام ذكاء وعقل الناخب ومحاولة استمالته بطرق جديدة، كما هو معروف في بلدان أخرى، مثل أوروبا وأمريكا، وكذا بلدان عربية، مثل لبنان ومصر". وزاد بقوله: "ترشحي لا يعني مجرد صورة ومنشور فقط، بل برنامج سياسي وعمل ميداني من خلال لقاءات مع مواطنين لمعرفة تطلعاتهم وانشغالاتهم ودعوتهم للتوجه إلى مكاتب التصويت يوم الانتخابات". وشدد على أن "الصورة تغني عن الخطاب السياسي، لذلك ليس من نيتي الذهاب إلى القاعات وتقديم خطابات جوفاء للشعب، بل القيام بعمل اتصالي يرتكز على لقاء المواطنين وإقناعهم ببرنامجي". ** انتخابات بقواعد جديدة ويشهد الاستحقاق الراهن، قواعد انتخابية جديدة بعد تعديل قانون الانتخاب؛ حيث مُنع من الترشح كل من سبق له أن شغل عضوية البرلمان لولايتين. كما تم إقرار القائمة المفتوحة، ما يسمح للناخب بترتيب المرشحين داخل القائمة الواحدة حسب رغبته، بخلاف المغلقة التي كانت تفرض عليه اختيار القائمة كما هي، وفق ترتيب الحزب دون إمكانية التصرف فيه. ومطلع مارس/آذار الماضي، أصدر الرئيس عبد المجيد تبون مرسوما بحل المجلس الشعبي الوطني، والدعوة إلى انتخابات مبكرة. وكان مقررا أن تنتهي ولاية البرلمان في مايو 2022، حيث انتُخب أعضاؤه لولاية من 5 سنوات، وعادت الأغلبية فيه لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم في عهد بوتفليقة. وفي 2 أبريل/نيسان 2019، استقال بوتفليقة من الرئاسة (1999-2019)؛ تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه ومطالبة بالإصلاح. وتولى تبون الرئاسة، في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019، إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية عقب استقالة بوتفليقة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :