أضحكتني، حتى كادت تُلقيني على قفاي من شدّة الضحك، نسبة الـ5% «فقط» التي أعلنت بريطانيا أنّ روسيا خصّصتها من قصفها الجوّي في سوريا على داعش، بينما خصّصت الباقي، وهو 95%، على المعارضة السورية السنيّة المعتدلة، التي تسعى لتخليص الشعب السوري الشقيق من طاغيته بشار الأسد!. أنا أشبّه هذه النسبة بنسبة الضمان البنكي، وهي 5% أيضًا، التي تُقدّمها شركات المقاولات السيئة الأداء، كي تنال عقود المشروعات الحكومية، وحتى تظهر بأنها حسنة الأداء، وما هي هكذا، لا في الحقيقة، ولا في الواقع!. كذلك تمامًا هي النسبة الروسية، تريد بها روسيا الظهور بمظهر الحسن الأداء، بمحاربة داعش بنسبة 5% «زيّ قلّتها»، كي تنال الكعكة الشامية مع حلفائها الإيرانيين، وما هي إلاَّ سيئة الأداء، والقصف كان وسيكون لكلّ من يعارض الأسد السفّاح من أهل السنّة الأبرياء!. لكنّها، أي النسبة -وبأمانة- ضمان لاستمرار الأسد في السُلْطة، ولو بشكل رمزي، وأراجوزي، وضمان لاستمرار قتله لشعبه، وضمان لتهجير قسري لمن لم يُقتل من شعبه إلى الدول المجاورة، وأوروبا، وضمان لاستمرار داعش المبتذلة وإرهابها الوحشي!. هل تعرفون؟ قبل سنوات قرأتُ أنّ علماء الطبّ الروس يبحثون اختراع دواء كيماوي لعلاج الحياء، وأظنّهم قد نجحوا، وقد تجرّعوه، حبّة في الصباح، وأخرى في المساء، وآثار ذلك هو ما تفعله روسيا في سوريا ذات الفؤاد المكلوم!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، استفسرت عن الغرب المتحضّر؟ وزعيمته أمريكا؟ القطب المكافئ عسكريًّا لروسيا؟ لماذا يكتفون بالكلام وانتقاد روسيا؟ ولا شيء غير ذلك؟ ممّا لا يفيد الشعب السوري، ولا ينقذه من محنته، تالله لقد صدقت الأديبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي، إذ وصفت أهل الغرب بأنّ قلوبهم معنا، وقنابلهم علينا! @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :