تُطابِق هيئة المهندسين شهادات المهندسين الوافدين، لئلّا تكون مزوّرة، وتقيس قدراتهم، وكذلك تفعل هيئة التخصّصات الصحية للأطبّاء الوافدين!. وقد جنّبنا هذا حصول مشكلات أكثر في قطاعي الهندسة والصحة، وكانت رؤوسنا ستشتعل شيْباً وسنُعاني مزيداً من الأزمات لولا ذلك!. طيب، ألم يحن الوقت لإنشاء هيئة للمهن اليدوية؟ تُطابق شهادات العُمّال الوافدين فلا يفد إلينا إلّا من لديه شهادة وخبرة، فضلاً عن التأكّد من عدم تزوير شهاداتهم، وقياس قدراتهم، فالوضع الحالي لسوق مهننا اليدوية هو فوضى مُركّبة، مثل حارة «كُلّ مين إيدو إلو»، إذ يأتي إلينا العامل بلا شهادة وخبرة، ثمّ يُشير لقائمة المهن اليدوية قائلاً «حادي بادي شالوا حطُّو كُلّو في هادي»، فيختار المهنة التي تقع عليها يده، ويُعينه على ذلك أبناء جلدته الذين سبقوه في المجيء إلينا، فيتعلّم المهنة على رؤوسنا، إلى أن يُجيدها، وقليلٌ هم الذين يُجيدونها، لكن بعد خراب مالطا الذي حصل خلال فترة تعلّمه، مُستغلاً عدم توطين المهن اليدوية لدينا ونُدرة العُمّال السعوديين!. في ليلة العيد استأجرْتُ سبّاكاً وافداً لتركيب طقم حمّام ضيوف جديد، فإذا برائحة مجاري تصدر منه بعد انتهاء التركيب ومحاسبة السبّاك، وظلّ يحلف أَيْماناً مُغلّظة أنه ركّبه بطريقة صحيحة مثل السبّاكين الروس والألمان، وعندما استأجرْت سبّاكاً ثانياً فلبينياً لينظر المشكلة، فوجئت أنّ الأول لم يُطبّق أبجديات السباكة التي تُخوّله لأن يكون سبّاكاً من أصله، والحمد لله الذي أنقذني ليلة العيد من ورطة حقيقية، وحتماً لديكم قصص مع عُمّال وافدين تُضحِك قليلاً وتُبكِي كثيراً!. دعونا نُفكّر خارج الصندوق لإنجاح برامج توطين المهن اليدوية، بالحوافز ولا شيء غيرها، ودعونا نُنشئ هذه الهيئة لإراحتنا من جمهور العُمّال الغشيمين!. @T_algashgari algashgari@gmail.com
مشاركة :