«اليقظة الذهنية».. متعة عيش اللحظة دون شرود

  • 6/4/2021
  • 21:46
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تُعد اليقظة العقلية Mindfulness من أحدث الأساليب العلاجية التي انضمت إلى مجال العلاج النفسي بعد أن أثبتت فعاليتها بشكل واضح، وعلى الرغم من أنها ظهرت حديثًا في المجال الطبي والنفسي، فإنها تُعد مفهومًا عريقًا في التاريخ، إذ تعود إلى الممارسات البوذية القديمة، والتي تم استخلاص التدريبات المفيدة في مجال الصحة النفسية منها.تدريبات ذهنيةويقول مدير وحدة الإرشاد في إحدى الجامعات والمحاضر الأكاديمي، د. حمود العبري: ترجمت كلمة Mindfulness إلى العربية بترجمات عديدة ومنها: اليقظة العقلية، اليقظة الذهنية، التيقظ العقلي / الذهني، التيقظ الآني، الحضور التام، الحضور الذهني، التأمل الواعي، الاستنارة، ويُعرف معلم التأمل د. كابات زين اليقظة العقلية بأنها «الوعي الذي ينشأ من خلال الانتباه عن قصد في اللحظة الحالية بدون إصدار أحكام»، أي إنها تدريبات ذهنية نؤديها حتى نغرس عادة في العقل؛ ليعيش اللحظة كما هي دون إضافات مبنية على خبراتنا وقناعاتنا السابقة، فالذي يسرق منا متعة عيش اللحظة هو كثرة الشرود الذهني والسرحان، هي غالبًا تكون استغراقًا في أفكار وتصورات سلبية، وفي المختصر، فإن اليقظة العقلية هي تدريبات ذهنية تساعدك في العيش هنا والآن.جودة الحياةوأضاف: إن لليقظة الذهنية أثرا إيجابيا كبيرا في الصحة الجسدية والنفسية، وتعزز من جودة الحياة، ولخصت جمعية علم النفس الأمريكية APA فوائد اليقظة العقلية بناء على الدراسات بأنها تسهم في:١- خفض اجترار الأفكار.2- الحد من التوتر والضغط النفسي.3- تعزز الذاكرة والتركيز.4- رفع التحكم العاطفي.5- رفع المرونة النفسية.6- رفع مستوى الرضا والرفاهية النفسية.7- رفع مستوى البصيرة الذاتية والأخلاق والحدس.8- تعديل ذاكرة الخوف.9- زيادة وظائف المناعة الجسدية.10- زيادة سرعة معالجة المعلومات.11- تقليل الشرود والسرحان في أفكار لا علاقة لها بالمهمة المطروحة.علاقة طرديةوعن علاقة التيقظ الذهني بالصحة النفسية، قال العبري: هي علاقة طردية كلما ارتفع مستوى اليقظة العقلية كلما تحسنت معها الصحة النفسية بشكل واضح، لذلك فإن الفرد الذي لا يعيش اللحظة «الحاضر» ويكون غالبًا مستغرقًا في الأفكار المرتبطة بالماضي أو المستقبل «شرود ذهني»، سوف يعاني انخفاضًا في مستوى الصحة النفسية وظهور المشاعر السلبية، مثل: القلق أو الاكتئاب.طرق التدريبوتابع: أبسط طريقة للبدء باليقظة الذهنية تكون عن طريق برامج وكتب اليقظة العقلية التي تهدف إلى تدريب الفرد تدريبات ذهنية بسيطة، وتسعى في النهاية إلى أن تدرب ذهنك وأن يكون في الحاضر، وإذا مارس الفرد هذه التدريبات بشكل يومي سوف تخلق لديه عادة ذهنية جديدة، وتصبح مع الوقت سمة ذهنية إيجابية تعمل بشكل آلي، ومن هذه التدريبات جلسة «تأمل التنفس»، وطريقتها أن نجلس جلسة مريحة، ونغلق العينين ونضع كل الانتباه في عملية التنفس فقط، وعندما يشرد الذهن لأي موضوع آخر، نلاحظ ذلك، ونعيد الانتباه مرة أخرى لعملية التنفس، ونستمر على ذلك لمدة 10 دقائق.مفاهيم إيجابيةوأوضح الفارق بين اليقظة الذهنية والتأمل، قائلًا: اليقظة الذهنية ذات مفهوم أشمل من التأمل، فجلسات التأمل تُعد جزءًا من هذا المفهوم الواسع، بينما اليقظة العقلية تشمل تدريبات وممارسات كثيرة، ومفاهيم إيجابية لا تتطلب عمل جلسة تأمل كما ذكرت في جلسة «تأمل التنفس»، مثل: الأكل اليقظ والمشي اليقظ وممارسة اللطف والتعاطف للذات وللآخرين وغير ذلك.أصداء علميةوأكد أن لليقظة العقلية أصداء علمية كبيرة، قائلًا: لا أعتقد أن هناك مختصًا في الصحة النفسية لم يسمع بها أوعن نتائجها الرائعة، ونلاحظ أن غالبية برامج العلاج النفسي الحديثة أضافت اليقظة العقلية محورًا أساسيًا في برنامجها العلاجي، ولكن لأنها دخلت حديثًا مجال العلاج النفسي، فإن الكثير من المختصين لم يحصلوا حتى الآن على تأهيل في ممارسة هذا النوع من العلاج.تجربة مستفيدةونقل تجربة إحدى السيدات بعد ممارسة اليقظة العقلية لمدة 60 يومًا، والتي قالت: سجلت في برنامج «اليقظة العقلية لأعيش اللحظة»، ولكنها جعلتني أبحر في أعماق ذاتي المبعثرة، وأنارت داخلي لأرى ذاتي كما أنا مجردة من الأحكام والتوقعات، وأن أتقبل ذاتي الآن كما هي، وأتقبل البهاق دون الهروب منه، وأسمح برحيل مشاعر الخوف والخجل ومعاناة المقاومة، وأخرج للعالم بكل ثقة وشجاعة ووضوح وهدوء وسلام داخلي وسكينة، وأعيش اللحظة بروح الطفل المندهش الفضولي السعيد.

مشاركة :