تمخض اجتماع للجنة العراقية - الأميركية العسكرية عن خطة لإعادة انتشار قوات التحالف الدولي خارج البلاد، التي تشهد هجمات متزايدة ضد المصالح الأميركية يعتقد أن فصائل مسلحة موالية لإيران تشنها، في حين أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن بغداد لن تخضع لأي ضغوط خارجية بشأن «الحشد الشعبي». في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في يناير الماضي، اتفق العراق والولايات المتحدة على خطة لإعادة انتشار قوات "التحالف الدولي" خارج البلاد، عقب انعقاد أول اجتماع للجنة العراقية ـ الأميركية العسكرية، المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار الاستراتيجي في بغداد. وأفاد بيان لوزارة الدفاع العراقية، أمس، بأنه جرى "الاتفاق على خطة لإعادة انتشار قوات التحالف خارج العراق، على أن يتم وضع الجدول الزمني لها خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين". وأوضح أن "الجانب الأميركي جدد تأكيد احترام السيادة العراقية، وأن التحالف الدولي بقيادة واشنطن موجود في العراق، لتقديم المشورة والدعم لإلحاق الهزيمة الكاملة بعصابات داعش الإرهابية". وأضافت الوزارة أن "الجانبين اتفقا على إطار عمل للجلسات المقبلة، لمناقشة العلاقة الأمنية على المدى الطويل بين البلدين". والجلسة الجديدة من اجتماعات "الحوار الاستراتيجي" الأميركي ـ العراقي، هي الأولى خلال إدارة بايدن، وطغت ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة، والتعاون في مجال التمكين الصحي للعراق، على أجواء الجلسة التي يشارك فيها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إلى جانب مسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية والأمن الوطني ومستشارين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء. وفي أبريل الماضي، أعلنت واشنطن وبغداد، الاتفاق على تحول دور القوات الأميركية و"التحالف" في العراق من القتالي إلى "استشاري تدريبي"، وسط تزايد ضغوط الأحزاب والفصائل المسحلة العراقية الموالية لإيران على الحكومة العراقية بهدف إخراج كل القوات الأجنبية بعد اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" بـ"الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس بمطار بغداد يناير 2020. مسيرات إيران وجاء الاتفاق بالتزامن مع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن وكلاء إيران في العراق يهددون الولايات المتحدة بأسلحة متطورة جداً هناك. وأضافوا أن طهران تستخدم فصائل مسلحة في العراق للضغط على واشنطن وقوى عالمية أخرى لتعزيز موقفها التفاوضي في مباحثات فيينا الحالية بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وتخفيف العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الصفقة الذرية عام 2018. وقال المسؤولون، إن عدم تبني أي جهات ضربات استهدفت قواعد عسكرية يوجد بها جنود أميركيون بطائرات مسيرة "درون" مؤشر على وقوف إيران وراءها. ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول بالأمن القومي العراقي تقديره أن تزايد معاناة إيران اقتصادياً جراء العقوبات ترفع وتيرة الهجمات بـ"الدرون" في العراق. وخلال الشهرين الماضيين استُخدمت طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات 3 مرات على الأقل في هجمات استهدفت قواعد عسكرية يوجد بها أميركيون في وقت متأخر من الليل، وفقًا لمسؤولين أميركيين. ويرى مسؤولون عراقيون وأميركيون، أن إيران صممت هجمات "الدرون" لتقليل الخسائر التي قد تدفع واشنطن إلى الانتقام. وفي مايو الماضي، حذر قائد القيادة الوسطى الأميركية كينيث ماكينزي من أن هجمات "الدرون" تشكل تهديداً خطيراً. الكاظمي و«الحشد» في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في حوار مع وسائل إعلام إيرانية، أن بغداد لن "ترضخ لأي ضغوط أو إملاءات خارجية بشأن سلاح الحشد الشعبي" الذي يضم فصائل شديدة الصلة بطهران. وقال الكاظمي، رداً على سؤال حول "الحشد الشعبي" العراقي: "بكل تأكيد الحشد مؤسسة دستورية، وهم جزء من المنظومة الأمنية، وجزء من منظومة الأمن القومي، ونعمل على دعم الحشد وتطوير قدراته ودفاعاته، والحشد أدى دوراً كبيراً في الحرب ضد داعش كما الأجهزة الأمنية العراقية كالجيش ومكافحة الإرهاب. فالحشد والبشمركة والشرطة الاتحادية والجميع أدى دوراً جوهرياً في الحرب ضد داعش". وجاء موقف رئيس الوزراء العراقي اللافت من "الحشد" رغم دخوله في صدام مباشر مع قيادات وعناصر تابعة له. وقبل نحو أسبوع، أدى اعتقال الأجهزة الأمنية الخاضعة لسلطة الكاظمي لقيادي في "الحشد"، بتهمة شن هجمات ضد المصالح الأميركية إضافة إلى اغتيال نشطاء في "الحراك الشعبي"، إلى قيام عناصر مسلحة تتبع "الحشد"، المكون من عدة فصائل الذي تم ضمه حديثاً لهيكل القوات الحكومية، بمحاصرة "المنطقة الخضراء" وسط بغداد قبل أن تنجح الوساطات في تبريد الأزمة. من جانب آخر، أفادت مصادر حكومية عراقية بأن العراق يستبعد فكرة استبدال الغاز الإيراني بالروسي بسبب بعد المسافة بين العراق وروسيا، وعدم وجود خطوط ناقلة، رغم أن الغاز الروسي أقل كلفة. وأكدت المصادر أن "المباحثات مع إيران قائمة لزيادة ضخ الغاز الإيراني، لتجاوز أزمة انقطاع الطاقة الكهربائية في فصل الصيف". تثمين ومساعدة من جهة أخرى، ثمن وزير الخارجية الكندي مارك غارنو، خلال اتصال مع نظيره العراقي جهود الحكومة العراقية في حلحلة الأزمة بين إيران والسعودية. كما عرض الوزير الكندي مساعدة بلاده ومشاركتها في مراقبة الانتخابات العراقية المقررة في أكتوبر المقبل. «البشمركة» و«مخمور» إلى ذلك، أعلنت وزارة "البشمركة"، في إقليم كردستان العراق، مقتل خمسة من عناصرها وجرح اثنين آخرين بهجوم صاروخي نفذه مسلحو حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة، والذي يتخذ من أراضٍ عراقية حدودية مع تركيا مقرات له. في السياق، أفاد "للعمال الكردستاني" الذي يخوض تمرداً في تركيا منذ عقود، بأن طائرة مسيرة "درون" قصفت "مخيم مخمور"، للاجئين الأكراد الأتراك، الواقع في محافظة نينوى العراقية، وذلك بعدما هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل أيام بـ"تنظيفه". وذكر مسؤول "الاتحاد الوطني" في "مخمور"، رشاد كلالي، أن "القصف استهدف حدائق للأطفال داخل المخيم، ما أدى إلى سقوط 3 ضحايا و4 مصابين.
مشاركة :