«فخاريات الأحساء».. موروث شعبي يتحدى الاختراعات الحديثة

  • 6/4/2021
  • 21:47
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تظل صناعة الفخاريات من أهم الحِرَف والمهن اليدوية والشعبية التي اشتهرت بها الأحساء، ولا تزال شريحة من الناس تحافظ عليها، رغم التطورات والتغيّرات التي طرأت عليها، إلى جانب الاهتمام الكبير الذي تلقاه هذه الحرفة من الجهات المعنية التي تُعنى بحفظ التراث والموروثات والتقاليد الاجتماعية، ودعم المهن والحِرَف الشعبية.موروث شعبيويُعد اقتناء واستخدام الفخاريات في الأحساء من العادات والتقاليد المعروفة منذ عشرات السنين، ولها أشكال مختلفة واستخدامات متعددة، منها أواني طهي الطعام وحفظه مثل الطواجن والصحون، وأواني حفظ الماء وتبريده مثل الحِب والزير والمصخنة، وغيرها من القِطَع الفخارية التي تُستخدم في إعداد وتجهيز الموائد، إلى جانب القِطَع المستخدمة كتحف وهدايا مثل المبخر والمزهرية والحصالة، التي يُعدّ توافرها في المنزل جزءًا من التراث والموروث الشعبي.أجواء جماليةوأوضح عميد الحرفيين بالأحساء واصل علي الغراش، أن سوق الفخار بالأحساء يشهد نشاطًا ملحوظًا من حيث صناعة وبيع الأواني والمنتجات الفخارية المختلفة؛ وذلك لما تضيفه من أجواء جمالية خاصة تعود بالذاكرة لعقود ماضية، مبينًا أن صناعة الفخّار التي عُرفت منذ القِدَم تُعد من الفنون التي تحتاج إلى صبر ودقة ومهارة ويد متمرسة ذات بصمة خاصة، فهي تمر بعدة خطوات أولاها اختيار التربة المناسبة التي تسمى «الطين» وهي المادة الرئيسة المستخدمة في هذه الصناعة، ثم تصفيتها وعجنها، بعدها تُشكل بالشكل المطلوب والزخرفة المطلوبة بواسطة اليد أو القوالب أو «آلة الشرخ»، وهي ترس علوي أو عجلة دائرية يقوم الصانع بتدويرها مستخدمًا قدمه، بينما يده تشكل العجينة في الأعلى، بعد ذلك توضع العجينة في مكان ملائم لتجف فيه، وفي الخطوة الأخيرة تُحرق في أفران مخصصة لتتحول للحالة الصلبة، وبذلك تصبح منتجًا فخاريًا عالي الجودة جاهزًا للبيع والاستخدام.طين القارةوحول الطين المستخدم في صناعة الأواني الفخارية، أفاد صانع الفخار الحرفي الشاب، حسن علي الشوملي، أن الطين المستخدم يُجلب من جبل القارة ومحيطه، وهو على ثلاثة أنواع، الأحمر والأخضر والأصفر، تُخلط مع بعضها بنسب معينة مع الماء؛ لتكوين عجينة ذات كثافة معينة تتناسب وهذه الصناعة.استخدامات منزليةوأشار إلى أن الفخار حافظ على مكانته في الاستخدامات المنزلية وغيرها؛ لكثرة مزاياه التي تتضمن جماليات شكله، ورخص ثمنه، وكذلك قدرته على حفظ وتبريد المياه، وتحمّله الحرارة في حال استخدامه لطهي الطعام، إضافة إلى قابليته للتطوير والزخرفة والتلوين.

مشاركة :