منذ سنوات عندما دعم الأستاذ عبدالرحمن الراشد مدير قناة العربية السابق فكرة إيجاد موقع لقناة العربية باللغة الفارسية كان يستشرف المستقبل، ومنذ مدة طويلة ونحن نطالب بإيجاد ودعم قنوات فضائية بالفارسية، الأمر مهم جداً، مخاطبة الآخر بسهولة ودون عوائق تتيح وصول صوتك لهم. قبل أيام تم دشن معالي وزير الثقافة والإعلام د. عادل الطريفي إذاعة وقناة حج 1436 باللغة الفارسية، صحيح أنها مرتبطة بالحج وتأخر إطلاقها كثيراً، مع المواجهة العدائية الإعلامية المباشرة للآلة الإعلامية الإيرانية، لكنها تعتبر بداية جيدة نتمنى أن تتوسع بشكل أكبر، فلماذا لا تستمر وتخاطب الشارع الإيراني بصوت إعلامي أكثر تأثيراً؟، لا نحتاج لبرامج وثائقية بالفارسية لنحكي عن جهود بلادنا بالحج مثلاً، الكل يعلم هذا الأمر، وخصوصاً من يصل لبلادنا، نحن نحتاج لإيصال صوتنا بصورة مباشرة، أن نكون صوتاً قوياً في مواجهة إيران والقنوات التابعة لها الفارسية والعربية. هذا الأمر أعادني وبمرارة حزينة وأنا أتذكر قبل سنوات طويلة أحد الشباب وهو متخرج من كلية الآداب قسم اللغة الفارسية، ودار بملفه الأخضر الكثير من الدوائر للبحث عن وظيفة ولم يجد إلا بصعوبة وفي ميدان لا يتعلق باللغة المهمة بالنسبة لنا حالياً والتي تخرج وهو يتقنها. حسب معلوماتي فإن القائمين على موقع العربية بالفارسية لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة وليس بينهم حسب معلوماتي، وأتمنى أن تكون خاطئة، سعودي يجيد الفارسية، الأمر حساس جداً، نحن لسنا نتحدث عن توجيه رسالة سعودية وباحترافية للطرف الآخر للشعب الإيراني ومثقفيه، بل نتحدث عن صوت إعلامي لبلد يخدم الحرمين الشريفين وابتُلي بالعداء الإيراني السافر. ما حدث بعد حادثة تدافع منى وحادثة الرافعة، والاهتمام الكبير من قيادتنا الرشيدة وحرصها الكبير على سلامة ضيوف الرحمن هي رسائل تفرض نفسها وتؤثر بالطرف الآخر متى ما وصلت بصورتها الطبيعية. لا تركزوا على البرامج الوثائقية المعلبة، ناقشوا قضايا الداخل الإيراني باحترافية، وأبرزوا ممارساتها العدوانية، لأن الأمر لا يقتصر على شعب إيران وإنما للأسف على الكثير من العرب الموالين لإيران. الإعلام سلاحنا الأهم بالمرحلة القادمة، أعطوه الكثير من الاهتمام والتركيز، نحن دولة عظيمة بكل المقاييس، دولة تعيش بشموخ رغم التحديات المحيطة حولنا، نحتاج لصوت إعلامي ينقل الصورة الحقيقية بدون مكياج ولا تطبيل، لذلك كثفوا من رسائلنا الموجهة بالفارسية خصوصاً، لا تكونوا تقليديين بصوت هذه الرسالة، ابحثوا عن الشباب الذي يجيد اللغة الفارسية وادعموهم، ولا تجعلوهم يدورون بملفاتهم الخضراء بصورة مذلة. رسالتنا الإعلامية بالفارسية ستكون مؤثرة فضائياً وإذاعياً لو تعاملنا معها كما يجب!.
مشاركة :