عندما تتحول النظارة إلى تحفة في عيون الزوار!

  • 6/7/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مراهق أمريكي ترك نظارته الطبية على أرضية أحد المتاحف الفنية وبدأ يراقب ردود فعل الزائرين، وعلى الرغم من أنها نظارة عادية بدون أي تفاصيل خاصة، إلا أن وجودها على أرضية المتحف كان دافعا لبعض الجمهور للتعامل معها على أنها قطعة فنية رفيعة وبدأوا بتصويرها بحماس، وقد توقف الكثير من الزوار أمام النظارة محاولين فهم الرسالة الفنية الكامنة فيها حتى علت الحيرة وجوههم دون أن يفهموا، وعندما أتم الشاب مقلبه، اتجه نحو النظارة والتقطها وارتداها أمام أعين الزوار مما سبب لهم إحراجا شديدا للغاية. ‏في الحقيقة هذا ليس إلا واقع الحال، أو ما يعتقده الكثير من الناس أن العبرة ليس في قيمة الشيء بل في مكان وضعه، ففي المتحف تحولت تلك النظارة العادية إلى تحفة في عيون الزوار دون البحث في تاريخها أو قيمتها، وهكذا هي القيادة حيث يعتقد الكثيرون بأن الصفات التي تجعل الأشخاص قادة في الغالب هي المنصب أو المكانة الرفيعة أو أن يكونوا في موقع إصدار القرار، ولكن الحقيقة هي أن القادة الحقيقيون دائما ما يكونون في المقدمة ويتحملون المسئوليات العظام في كل الظروف، فيستخدمون صفاتهم الفطرية لإلهام المحيطين حولهم ودفعهم لبذل قصارى جهدهم لتحقيق أفضل ما لديهم بل ويخلقون منهم قادة لا أتباع، يستمعون أكثر مما يتحدثون ويقدرون التنوع ويرحبون بالأفكار الجديدة ويكافئون ويقدرون الاختلافات الفريدة للآخرين، ويعرفون مدى أهمية ضمان معاملة كل فرد بإنصاف واحترام، لا يحرصون فقط على الإنتاجية والأداء والفعالية أو إصدار الأوامر، بل يولدون الطاقة والعاطفة لمن حولهم لتحفيز الإبداع لديهم ويديرون جميع مراحل التغيير وتفاصيلها بحرفية واقتدار لتحقيق النمو والتميز، رؤيتهم دائما ما تتجاوز حدود المهمة من أجل تحقيق الأهداف طويلة الأجل، لديهم القدرة على إدارة علاقات متميزة مع الآخرين وخلق النتائج الإيجابية عن طريق استخدام نقاط قوتهم جنبا الى جنب مع نقاط قوة الآخرين، لا يؤمنون بأنصاف الحلول بل يمتلكون دائما الحلول الذكية والمبتكرة، كما أن لديهم من المرونة ما تكفي لتصحيح الأهداف وإجراء التحسينات تحت مبدأ أنه يمكن للأهداف أن تنحني في سبيل أن لا تنكسر، يمكنهم إحداث الانتصارات من التحديات التي تواجههم، فلديهم من العزيمة والإصرار ما يمكنهم من تحقيق أهدافهم والتركيز عليها بالرغم من الظروف المعاكسة، دائما ما يغيرون الأحداث ولكن تبقى قيمهم ثابتة شامخة لا تتغير. ولا شك أن هذه المرحلة تحتاج إلى هذا النوع من القادة في المؤسسات وعالم الأعمال المختلفة. توفيق محمد السباعي باحث في العلوم الإدارية والموارد البشرية

مشاركة :