نملك قدرات محدودة في التعامل مع الزمان، فنسعى جاهدين لتنظيم الوقت، ونتحايل على اللحظات السعيدة لنلتقطها في صورة تداعب مشاعرنا يوما ما، ونشتري التذكارات لنؤكد بأننا كنا هنا، أو نهديها لأشخاص لم يسقطوا من ذاكرتنا أثناء زيارتنا للأماكن تلك.بالحديث عن التذكارات Souvenirs -وهي المنتجات التي تعبر عن المكان وثقافته وأهم معالمه- نستطيع اعتبارها طريقة نحاول بها أن نسجن اللحظات الجميلة أو المميزة في قطعة ما، لنحصل على قطعة ملموسة من تجربة معنوية غير ملموسة.يعتبر الدكتور صابر المرزوقي الأستاذ المشارك في جامعة حلوان في كلية السياحة وإدارة الفنادق في دراسته المنشورة بمجلة السياحة والضيافة عام 2020، أن صناعة التذكارات السياحية بأنواعها فرضت نفسها كداعم مهم للسياحة ولا يمكن تجاهله، ويوضح أن المستهلكين لهم معايير يفضلون وجودها في التذكارات، كأن تكون سهلة الحمل ولا تنكسر أو تفسد بسهولة، معتبرا أن السياح يميلون إلى شراء القطع التي تعكس ثقافة الدولة، والقطع اليدوية، أو تلك التي تستخدم المواد الخام المحلية.إن رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإطلاق برنامج «صنع في السعودية» المبادرة الوطنية لهيئة تطوير الصادرات السعودية، تفتح شراعات التنوع والثراء الثقافي السعودي أمام العالم بشكل أوسع لارتباطها الوثيق بالسياحة في السعودية وزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة للعمرة والحج.السعودية بلد جميل وثري ثقافيا وحضاريا، ويمتلك مخزونا حضاريا يكفل إبداع منقطع النظير في مجال التذكارات والهدايا، على سبيل المثال يمكن لـ «بيالة الشاي» السعودية أن تجوب العالم وتحكي قصصا أسوة بكوب الشاي والـ Mugs المنتشرة، كذلك «فنجان القهوة السعودية» المميز بشكله والغني بالمعاني المتعلقة به.وهناك الكثير من الرموز والمعاني والأفكار التي تنتظرنا لإبرازها للعالم بما يتوافق مع خطوات وزارة الثقافة. قبل أيام فازت عسير بلقب منطقة فنون الطهي العالمية كأول منطقة خارج أوروبا، واختتم الأسبوع الماضي في مكة المكرمة كرياثون «ذكرى من مكة» لدعم الابتكار والإبداع في مجال التذكارات السياحية التي تراعي الاستدامة وتعكس «روح السعودية».شخصيا أرى مستقبلا واعدا لهذه الصناعة في المملكة العربية السعودية كأحد عوامل تعريف العالم بالسعودية وثقافتها الغنية و»علومها الغانمة».
مشاركة :