بين غرائب ما يتذكره هواة المناسبات، واحدة لها علاقة بمن كان في سبعينات القرن الماضي من مشاهير أصحاب المليارات بالعالم، وتمر اليوم 45 عاماً على وفاته في 6 يونيو 1976 بعمر 83 سنة، وهو رجل الأعمال الأميركي، بول غيتي، الشهير باقتنائه الآثار واللوحات الفنية النادرة. ترك 5 أبناء على الأرض بعد وفاته، من 5 زوجات اقترن بهن على مراحل، ومعهن ترك شركة كان يملكها وكانت من الأشهر في حقل النفط وتوابعه، إضافة لثروة تزيد عن مليارين من الدولارات، تعادل 8 مليارات هذه الأيام، إلا أن أكثر ما اشتهر به هو بخله المقيت والشديد، بحسب ما ألمت "العربية.نت" من سيرته الوارد فيها عبر أكثر من مصدر، أنه وضع في قصره بإنجلترا، صندوق هاتف عمومي أحمر اللون، المستخدم في شوارع بريطانيا، ليتجنب دفع كلفة مكالمات الضيوف والأقارب، ومن يعملون لديه، لذلك مر في 1973 بأقسى حادث. وجدوه يتسكع في روما، فخطفوه في ذلك العام، تمكنت عصابة معروفة الطراز المافياوي باسم Ndranghet في إقليم "كالابريا" بأقصى الجنوب الإيطالي، من العثور على حفيده J. Paul Getty III البالغ 16 سنة، يتسكع في الثالثة فجر 10 يوليو بميدان "فارنيز" الشهير في روما، فانقضوا عليه وخطفوه، وبعد يومين من صمت تام، اتصلوا بجده صاحب شركة غيتي العالمية للنفط، وطلبوا فدية مقدارها 17 مليون دولار للإفراج عن الحفيد المخطوف. رفض غيتي دفعها، في وقت بدأت وسائل الإعلام بمعظم العالم تبرز خبر الخطف، إلى أن أرسلت العصابة طردا بعد 3 أشهر إلى إحدى الصحف، بداخله خصلة شعر مع قطعة من أذن الحفيد الذي كان من "الهبيين" بشعر مسترسل مثلهم، إضافة إلى صورته، مع استغاثة منه للجد بدفع المبلغ بعد تخفيضه إلى 3 ملايين دولار، فرفض غيتي دفعها أيضا، وقال في بيان وزعه على الصحف: "لدي 14 حفيدا غيره، وإذا دفعت ما يطلبون، فسيظهر آخرون لخطف الواحد بعد الآخر منهم، ولن ننتهي، وأنا أريد إنقاذهم"، ملمحا للخاطفين بأن يقتلوا الحفيد إذا أرادوا، لأنه لن يتراجع. سريعا انتشر تصريحه الوارد بالبيان إلى الإعلام، ورفضه الدفع في عام كان فيه أغنى رجل بالعالم فعلا، على حد ما قرأت "العربية.نت" بسيرته، لكنه وافق بعد نصيحة من محاسبه بأن يدفعها، لأن بإمكانه استقطاع مليونين و200 ألف منها، مما عليه من ضرائب للحكومة. أما بقية الفدية، وهي 800 ألف، فوافق على دفعها، مشترطا اعتبارها قرضا فائدته 4% على ابنه جون بول غيتي الثاني، والد الطفل المخطوف، وبهذه المعادلة اشتهر غيتي، إلى درجة أن هوليوود أنتجت فيلما شهيرا عن الخطف ورفضه إنقاذ حفيده، لأنه كان عبدا للمال.
مشاركة :