في خطوة غير مسبوقة، فرضت قوات الاحتلال قيودا على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة في مدينة القدس لمدة 48 ساعة، كما فرضت في الوقت نفسه إغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى، لحصر دخول المسلمين إليه من خلال باب الأسباط، بعد منع من هم دون سن الخمسين عاما من الصلاة في المسجد. وفيما حذرت دوائر إسرائيلية من أن الإجراءات الأخيرة ستكون مقدمة لانتفاضة فلسطينية ثالثة، لوح وزير المواصلات إسرائيل كاتس بعملية "أسوار القدس"، التي قال إنه بموجبها سيتم فرض حظر التجول في أحياء المدينة، ومنع سكانها من العمل في إسرائيل. الرصاص المطاطي وكانت قوات الاحتلال تذرعت بأن الإجراءات جاءت في أعقاب مقتل إسرائيليين وإصابة ثلاثة آخرين على يد شاب فلسطيني، قبل قتله مساء أول من أمس، التي تزامنت مع مقتل شاب آخر أثناء توجهه إلى عمله بدعوى أنه طعن أحد المستوطنين. في الغضون، أثارت القرارات حفيظة الفلسطينيين الذين سار العشرات منهم في مسيرة احتجاجية في داخل أزقة البلدة القديمة، غير أن قوات الاحتلال ردت بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت، ما أدى إلى إصابة عدد منهم. وثار فلسطينيون في عدد من المدن الضفة الغربية تضامنا مع سكان القدس، حيث شهدت عدد من المناطق اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان الغاضبين، فيما انضم عشرات المستوطنين المسلحين إلى قوات الاحتلال، ما زاد من الاعتداءات على الفلسطينيين بشاعة. من ناحية ثانية، عقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو، فور عودته من الولايات المتحدة، اجتماعا للحكومة الأمنية المصغرة في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، لبحث التطورات الأخيرة في القدس. ونقل مقربون عنه قوله "إذا ما أراد الفلسطينيون انتفاضة ثالثة فإن إسرائيل ستنفذ عملية سور واق ثانية"، في إشارة إلى العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية عام 2002، فيما حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوج من اشتعال انتفاضة ثالثة .
مشاركة :