منذ مطلع الربع الثاني من عام 2015 بدأ إنشاء «العاصمة الإدارية الجديدة»، والتي تُعد واحدة من أهم المدن المصرية الواعدة التي يتم بناؤها لتستوعب نحو أكثر من 40 مليون نسمة بحلول عام 2050، ومع عشرات الآلاف من العمال والمهندسين من المتوقع افتتاح العاصمة المصرية الجديدة في يونيو المُقبل. تقع العاصمة الإدارية الجديدة على بعد 45 كيلو مترًا شرق القاهرة، ويتم بناؤها على مساحة 700 كيلو مترًا مربعًا؛ أي ما يعادل حجم مدينة سنغافورة و4 أضعاف مساحة واشنطن، ونظرًا لأن العاصمة الجديدة تم تصميمها لتكون مدينة متكاملة وحديثة وذكية وخضراء، تم تخطيط البنية التحتية الذكية بعناية فائقة مع قدرة المدينة على تشغيل أكثر من 35 ميلًا مربعًا من مزرعة الطاقة الشمسية، واستخدام نظام غير نقدي للخدمات وشبكات المرور الذكية ونظام إعادة التدوير الضخم. العاصمة الإدارية الجديدة تم تصميم الساحة الوسطى بالعاصمة الإدارية الجديدة لتضم مقار البنوك والشركات متعددة الجنسيات، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الفنادق مثل: فندق الماسة والبنك المركزي المصري ومناطق تجارية للتسوق ومطاعم فاخرة وكافيهات عالمية، وتتميز منطقة وسط المدينة بموقعها الاستراتيجي على الطريق الدائري وبالقرب من المنطقتين الحكوميتين R7 وR8؛ لتقديم عدد لا يحصى من الفرص لجميع السكان في هذه المجتمعات العمرانية. ومن المقرر إطلاق شبكات نقل متكاملة لربط العاصمة الإدارية الجديدة بجميع أحياء مدينة القاهرة، كما سيتم إنشاء قطار كهربائي لربط مترو القاهرة بالمدينة عبر محطة عدلي منصور، بالإضافة إلى تعيين خط أحادي لربط مطار المدينة بالمدن الأخرى في مصر، ووفقًا للبيانات الرسمية سيتم تغطية العاصمة الجديدة بالمسطحات الخضراء وسيكون لها حزام أخضر بطول 35 كيلو مترًا، وتتميز المدينة الجديدة بخدماتها الشاملة؛ حيث تحتوي على وحدات سكنية ومدينة رياضية ومدينة طبية و2000 مبنى تعليمي و6 جامعات عالمية. اقرأ أيضًا: الحملة الوطنية للعمل الخيري.. سخاء خادم الحرمين وولي عهده وفي هذا الصدد يوضح لك موقع « رواد الأعمال » ما لا تعرفه عن العاصمة الإدارية الجديدة وكيف تُسهم في تعزيز الفرص الاستثمارية وتوطين التقنيات التكنولوجية. لماذا العاصمة الإدارية الجديدة؟ لقد كان تدشين عاصمة مصرية جديدة أمرًا مُلحًا منذ سنوات، بالنظر إلى الكثافة السكانية التي تنمو يومًا بعد يوم في القاهرة، والنمو السكاني المتوقع في البلاد كما هو الحال خلال الثلاثين عامًا القادمة، ومن الواضح أن الهدف النهائي للعاصمة الإدارية الجديدة هو القضاء على الازدحام والكثافة السكانية العالية، وإنشاء مساكن جديدة للمصريين مصممة جيدًا وصحية ومواكبة للنمو السكاني. وتحتوي العاصمة الإدارية الجديدة على 20 منطقة سكنية من المتوقع أن تستوعب 6.5 مليون شخص، بالإضافة إلى شبكة طرق بطول 650 كيلو مترًا، ومطارًا دوليًا، وقطارًا كهربائيًا لربطها بمدينة العاشر من رمضان ومدينة السلام، كما ستضم العاصمة الجديدة أيضًا نحو 1250 مسجدًا وكنيسة، ومركزًا للمؤتمرات يتسع لأكثر من 5 آلاف مقعد، وما يقرب من 2000 مدرسة وكلية، وأكثر من 600 منشأة طبية، وحديقة مركزية من المتوقع أن تكون الأكبر في العالم. مجتمع حضري ذكي وآمن وفقًا لبعض التقارير التي صدرت مؤخرًا من وزارة الإسكان المصرية تُعد العاصمة الإدارية الجديدة من المجتمعات الحضرية التي ستكون ذكية وآمنة ومستدامة وصديقة للبيئة؛ حيث من المقرر أن يتم دمج العاصمة الجديدة مع تصاميم المباني والأحياء والمناظر الطبيعية لضمان جودة الهواء، وسيتم تجهيزها بأجهزة استشعار لتلوث الهواء. وتتميز العاصمة الإدارية الجديدة أيضًا بنهر أخضر بطول أكثر من 35 كيلو مترًا والذي يُعتبر أطول سلسلة حدائق في العالم، ومن المخطط أن تكون المدينة مركزًا للتكنولوجيا الفائقة من خلال امتلاكها أول مدينة معرفية تكنولوجية في البلاد على غرار القرية الذكية، لاستضافة مراكز البحث والابتكار وريادة الأعمال في مجالات التقنيات الرقمية المتقدمة مثل: إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والأنظمة المدمجة والتصميمات الإلكترونية. اقرأ أيضًا: تطور الجامعات السعودية.. إنجازات ملموسة تُحققها رؤية 2030 حي المال والأعمال يُعد حي المال والأعمال أحد أهم الأحياء التي تتميز بها العاصمة الإدارية الجديدة؛ حيث يقع في قلب العاصمة بين محوري بن زايد الشمالي والجنوبي، ويأتي هذا الحي ضمن المشروعات الكبرى التي تم تدشينها في مطلع الربع الثالث من عام 2017، على مساحة تُقدر بحوالي 195 فدانًا، كما يأتي أيضًا ضمن المرحلة الأولى في العاصمة الإدارية الجديدة. ووفقًا لجهاز العاصمة الإدارية الجديدة بلغ إجمالي حجم الاستثمارات في حي المال والأعمال نحو 3.2 مليار دولار، ويتم تصميم الحي بالعاصمة الإدارية على أيدي شركة CSCEC الصينية الشهيرة، وهي المسؤولة عن إنشاء الحي بالكامل من خلال التمويل المالي والتنفيذي؛ حيث من المقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع بالكامل في مطلع الربع الثاني من عام 2022. ويهدف حي المال والأعمال إلى توفير منطقة راقية ومناسبة لأصحاب المال والأعمال؛ وذلك من خلال إنشاء عدد من البنوك الكبرى المحلية والدولية، بالإضافة إلى عدد من البورصات والأبراج الإدارية والتجارية من أجل توفير مكاتب إدارية للبيع ومحال تجارية تمليك وشركات، كما يحتوي الحي أيضًا على مجموعة الأبراج التي تُقدم وحدات سكنية وإدارية وتجارية وخدمية، كما يضم البرج الأيقوني وهو أعلى ناطحة سحاب في إفريقيا، بإجمالي ارتفاع 345 مترًا. الحي الحكومي يأتي الحي الحكومي، أو كما يُطلق عليه “حي الوزارات”، ضمن المشروعات الرئيسية التي تُنفذها الحكومة المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة؛ حيث يقع الحي في منتصف الجانب الشرقي من العاصمة على مساحة 1.133 فدان، وتمثل نسبة المباني منه 20% فيما تتوزع النسبة المتبقية من المساحة الإجمالية بين المسطحات الخضراء والطرق الرئيسية. ويتكون الحي الحكومي، الذي أوشك على الانتهاء وفقًا لعدد من المصادر الرسمية، من 36 مبنى حكوميًا، منها 34 مبنى للوزارات، ومبنى خاص بالبرلمان وآخر لرئاسة الوزراء، بالإضافة إلى عدد من المباني الخدمية، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة إنشاء هذا الحي نحو 50 مليار جنيه، ووفقًا لتصريحات الدكتور عاصم الجزار؛ وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تم الانتهاء من المباني والمرافق الأساسية والبِنَى التحتية في الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة بسبة 96%؛ حيث من المقرر أن يتم نقل الموظفين إلى تلك المباني الجديدة خلال الأشهر القليلة المُقبلة. اقرأ أيضًا: الهيئة السعودية للفضاء.. خطوة عملية نحو مستقبل أكثر ابتكارًا برنامج «دروب إن».. منصة التدريب الإلكتروني الأولى في المملكة كأس العالم لريادة الأعمال.. مبادرة سعودية لتأهيل قادة المستقبل
مشاركة :