صنعاء – حثّ مبعوثا الولايات المتحدة وبريطانيا لدى اليمن قوات جماعة الحوثي على إنهاء هجومها في شمال البلاد، بعد مقتل 17 شخصا على الأقل في انفجار في محطة للوقود، قالت الحكومة المدعومة من السعودية إنه ناجم عن هجوم صاروخي شنه الحوثيون. وأقرّ المتمردون الحوثيون في اليمن بشن الهجوم في مدينة مأرب الاستراتيجية، لكنّهم قالوا إنّهم استهدفوا مقرا عسكريا قريبا. وذكر القيادي في الجناح السياسي للمتمردين محمد علي الحوثي الأحد أنّ جماعته تطالب بفتح تحقيق مستقل في حيثيات الهجوم، واعدا بدفع "تعويضات" إذا ترتّب عليهم القيام بذلك، في محاولة لتخفيف وقع الهجوم الدموي. ومن النادر أن يقرّ المتمردون الحوثيون بمسؤوليتهم عن هجمات مماثلة، خاصة وأنهم ارتكبوا في السابق العديد من الانتهاكات وتنصلوا من مسؤوليتهم عنها. وكانت السلطة المعترف بها دوليا أعلنت السبت أن 14 مدنيا لقوا حتفهم، بعدما أصاب صاروخ باليستي محطة للوقود في مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة في شمال البلاد والتي يسعى المتمردون الحوثيون للسيطرة عليها. واتّهمت السلطة المتمردين المدعومين من إيران بالوقوف خلف الهجوم الذي اعتبرته "جريمة حرب". وكتب محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر مساء الأحد "سألنا الأخوة في وزارة الدفاع اليمنية (في الحكومة التابعة للحوثيين غير المعترف بها) فأفادوا بأنّهم قصفوا فقط المعسكر"، مضيفا "نرحّب ونطالب بالتحقيق بلجان مستقلة في الموضوع". وبحسب سكان في المدينة، فإنّ محطة الوقود تبعد نحو كيلومتر عن المقر العسكري المستهدف، وغالبا ما يقصدها عسكريون مع أفراد من عائلاتهم للتزود بالوقود نظرا لقربها من المقر العسكري. ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين المتمردين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وخلّف النزاع عشرات الآلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان إلى الاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك في نزوح الملايين من الأشخاص وترك بلدا بأسره على شفا المجاعة. وتتّهم جماعات حقوقية أطراف النزاع، وخاصة الحوثيين، بارتكاب "جرائم حرب" راح ضحيتها الآلاف من المدنيين بينهم المئات من النساء والأطفال. وقال محمد علي الحوثي على تويتر "ستلتزم "الوزارة" بدفع التعويضات وأي شيء" يترتب عليها بعد الإعلان عن نتائج التحقيق الذي طالب به. لكن مراقبين يرون أن موقف المتمردين يأتي لامتصاص حالة الغضب المحلي والدولي، وسط اتهامات للحوثيين بالسعي لإحباط كل جهود السلام، وهو أمر أكدته الولايات المتحدة. وصعّد المتمردون في فبراير الماضي حملتهم العسكرية للتقدم نحو مدينة مأرب الاستراتيجية الواقعة في محافظة غنية بالنفط، بهدف وضع يدهم على كامل الشمال اليمني. وتراجعت حدّة المواجهات في الفترة الماضية على وقع مساع دبلوماسية تقودها الأمم المتحدة وواشنطن. ووقع هجوم السبت بعدما وصل إلى صنعاء قياديون في صفوف المتمردين كانوا عالقين في مسقط منذ سنوات، يرافقهم مسؤولون عمانيون، في مؤشر على تقدم محتمل في الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
مشاركة :