«اجتماع الرياض» يزيد الضغوط على المتمردين الحوثيين

  • 12/15/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لقاء مع قادة حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، المقرب من "الإخوان"، تناول جهود التحالف العربي والمستجدات على الساحة اليمنية، في حين عرضت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن تقريراً سلط الضوء على تزويد إيران الحوثيين بالصواريخ. في خطوة غير مسبوقة قد تنعكس على مجمل الأوضاع في اليمن، وتزيد الضغوط السياسية والميدانية على المتمردين الحوثيين، بعد أن انفض تحالفهم مع المؤتمر الشعبي العام، أجرى ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد محادثات في الرياض مع زعماء حزب "التجمع اليمني للإصلاح" الإسلامي. واستعرض اللقاء النادر مع رئيس الحزب محمد عبدالله اليدومي وأمين عام الحزب عبدالوهاب أحمد الآنسي، ليل الأربعاء- الخميس، "مستجدات الساحة اليمنية والجهود المبذولة بشأنها، وفق ثوابت تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني". كما بحث الجانبان "الجهود المبذولة بشأن دحر مليشيات الحوثي الإيرانية والتنظيمات العدوانية والإرهابية المسلحة التي تهدد الشعب اليمني والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي". وتعليقاً على محادثات الرياض، قال اليدومي إن اللقاء كان "مثمراً وإيجابيا وبناء"، مضيفا أنه "تطرق الى أهمية الدور التاريخي الذي يقوم به التحالف العربي في اليمن، باعتبار أن أمن اليمن ووحدته واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية عموما". وأشار القيادي اليمني الى أن اللقاء "بحث دور التحالف العربي في دعم الشرعية السياسية لاستعادة الدولة اليمنية، حتى يظل اليمن داخل نطاقه الإقليمي والقومي، ومنع المشروع الإيراني من مد نفوذه إليه". ويُعد هذا ثاني لقاء يجمع ولي العهد السعودي برئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، خلال شهرين، بعد اللقاء الذي جمعهما في 9 نوفمبر الماضي في الرياض. لكن هذا هو اللقاء الأول الذي يجمع قيادة الحزب بمحمد بن زايد، خصوصاً أن الأخير له نظرة عدائية مع الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية، ويعتقد أن التجمع قريب من جماعة "الاخوان المسلمين"، الا أن الحزب ينفي ذلك. وكان اليدومي قد عاد بطائرة خاصة من مدينة اسطنبول إلى الرياض، للقاء بن زايد وبن سلمان. و"الإصلاح" حزب إسلامي شكل عماد المعارضة للرئيس السابق علي صالح، الذي قتل على أيدي حلفائه الحوثيين قبل عشرة أيام، بعيد انفتاحه على السعودية وانتفاضه ضد جماعة "أنصار الله" المدعومة من إيران. كما أن الحزب عضو رئيسي في تحالف القوى الجنوبية في اليمن الذي يضم قبائل وأطرافا انفصالية، وهو محسوب على القوى المعارضة للمتمردين الحوثيين، إلا أن عناصره لم تشارك بشكل فعال في المعارك. ومنذ تدخل "التحالف العربي" بقيادة السعودية في النزاع اليمني في مارس 2015، أبقت الرياض على علاقات مع الحزب الإسلامي، على العكس من الإمارات التي ترفض أي تقارب مع أحزاب إسلامية تعتبرها قريبة من الدوحة. وبحسب مصادر محلية، يملك حزب "الإصلاح" تواجداً عسكرياً في بيان، شرق العاصمة، في حين يسيطر الحوثيون على صنعاء. وكان ولي العهد السعودي التقي قيادة "الإصلاح" لأول مرة مطلع نوفمبر الماضي. نازحو صنعاء إلى ذلك، احتضنت المحافظات الجنوبية المواطنين الهاربين من نيران الحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات. واستقبلت محافظة حضرموت وحدها 1500 أسرة لسياسيين وإعلاميين ورجال أعمال وعوائل فروا عقب انتصار جماعة "أنصار الله" على قوات حزب "المؤتمر" واتباع الرئيس السابق، وشنها حملة اعتقالات وتصفيات بحق معارضيها. في غضون ذلك، قدمت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أمس، "أدلة دامغة"، تثبت تزويد طهران الحوثيين بالصواريخ وتؤكد أنها حاولت تغطية انتهاكات التزاماتها الدولية. وعقدت هايلي مؤتمرا صحافيا في واشنطن حول إيران يتناول "أنشطتها المستمرة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم". ودعت هايلي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مزيد من التشدد حيال إيران، مؤكدةً أن طهران تجري صفقات أسلحة غير شرعية لمصلحة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وسورية. إلى ذلك، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس، على أن إيران تتحدى دعوة المنظمة الدولية لوقف تطوير الصواريخ الباليستية، مشيراً إلى احتمال نقل طهران هذه الصواريخ للميليشيات الحوثية. وكشف غوتيريس في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن أن المنظمة الدولية تحقق في احتمال نقل إيران صواريخ باليستية إلى عناصر "أنصار الله"، التي استخدموها في شن هجمات صاروخية على السعودية في يوليو ونوفمبر الماضيين. في هذه الأثناء، واصلت طهران تحديها، وبشر اللواء محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس الثوري المتهمة بدعم الحوثيين بأن "اليمن سينتصر قريباً". وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: "جبهة المقاومة حققت على مدى العقدين الأخيرين انتصارات متلاحقة في جميع بلدان منطقة الشرق الأوسط. وإن شاء الله سنشهد في المستقبل القريب انتصار اليمن". وكان الجعفري زعم في السابق أن الدعم الإيراني لليمن استشاري ومعنوي، وذلك ردا على الاتهامات بتهريب أسلحة للحوثيين في اليمن. اختراق استراتيجي ميدانياً، حقق الجيش اليمني بإسناد من طيران التحالف، اختراقا ميدانيا استراتيجيا وهاما، وذلك بالوصول إلى أولى مديريات محافظة الجوف من جهة محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين أقصى شمال اليمن، قرب الحدود مع السعودية. وقال قائد محور صعدة العميد الركن عبيد الأثلة إن قوات الجيش وصلت إلى شقة القورة أولى مناطق مديرية الخب والشعف التابعة لمحافظة الجوف، عقب تحرير وتمشيط مساحات صحراوية واسعة من المتمردين في منطقة الاجاشر بمديرية كتاف البقع بصعدة. وفي السياق نفسه، قال مصدر في صعدة، إن الميليشيات شيعت، أمس الأول، 30 قتيلا من عناصرها الذين سقطوا في عدد من جبهات القتال. وفي وقت تترقب العاصمة صنعاء شن الجيش والتحالف لعملية كبيرة لتحريرها من قبضة المتمردين، دفع التحالف بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهة الساحل الغربي لدعم قوات حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والمقاومة الشعبية لمواصلة زحفها باتجاه مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، في حين شن طيران التحالف غارات لقطع خطوط إمداد الميليشيات بين حجة وصنعاء. وأحكمت قوات الجيش سيطرتها الكاملة على مناطق تلة الخزان وقرية المزاردة في مديرية مقبنة غربي تعز، بعد معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الانقلابيين. ولاحقاً، أعلنت الرياض مقتل سعودي يبلغ من العمر 14 عاما نتيجة إصابته بشظايا مقذوفات أطلقتها عناصر حوثية من الأراضي اليمنية باتجاه نجران.

مشاركة :