أثار اعتداء الحوثيين الأخير على مأرب موجة انتقادات واسعة في الكونغرس. فقد دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية السيناتور بوب مننديز المجتمع الدولي إلى إدانة الاعتداء بشدة. وقال مننديز إن هذا الاعتداء يثبت أن الحوثيين لا يكترثون لإحقاق السلام ولا يتمتعون بأي نوع من المسؤولية المطلوبة للحكم. وغرّد مننديز قائلاً: «على المجتمع الدولي أن يدين بشكل واسع اعتداء الحوثيين الوحشي على المدنيين في مأرب، والذي لم يكن لديه أي هدف عسكري مشروع». وتابع مننديز «هذا لا يعد تصرفاً لمجموعة تهتم بالسلام أو تسعى إلى حكم مسؤول». من ناحيته ندد كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جيم ريش بالاعتداء الحوثي. واعتبر ريش أن حصول اعتداء من هذا النوع خلال الوساطة العمانية يدل على أن الحوثيين لا يريدون الالتزام بالسلام. وغرّد ريش قائلاً: «لقد صعقت بمدى الوحشية التي أظهرها الحوثيون المدعومون من إيران خلال اعتدائهم الأخير على مأرب الذي أودى بحياة 17 شخصاَ على الأقل منهم طفل». وتابع ريش مضيفاً «حصول اعتداء من هذا النوع خلال الوساطة العمانية يعكس فشل الحوثيين المستمر بالالتزام بالسلام في اليمن». وكانت مجموعة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين دعت الشهر الماضي الحوثيين في بيان مشترك إلى إنهاء الاعتداءات على مأرب فوراً. وقال هؤلاء وهم من القيادات البارزة في الحزبين إن: «اعتداء الحوثيين المستمر على مأرب هو كارثة تؤدي إلى تصعيد الأزمة الإنسانية في اليمن. ندعو الحوثيين إلى إنهاء هذا الحصار فوراً». وحثّ البيان الذي كتبته قيادات في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب كل أطراف النزاع إلى التوصل لاتفاق إطلاق نار، معتبرين أن «هناك حاجة ماسة إلى وقف القتال لتجنب المزيد من المعاناة في صفوف اليمنيين الأبرياء». وكان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي جونيور قال في تصريحات سابقة إنه من الواضح أن الحوثيين يعرقلون عملية السلام في اليمن وبالتالي يطيلون معاناة الملايين من الناس. وأضاف «نحن في مرحلة صعبة من الأزمة في اليمن، وأنا شخصياً مقتنع بأن المملكة العربية السعودية تسعى إلى نهاية سياسية مسؤولة للصراع. أنا مقتنع بأنهم على استعداد لاتخاذ خطوات مهمة لتحقيق ذلك». واتهم الجنرال الأميركي الحوثيين بأنهم «غير مستعدين لاغتنام اللحظة». وقال: «آمل ألا يؤدي اعتزازهم ورغبتهم في السعي إلى حل عسكري بحت لهذا الصراع إلى التغلب على الفرصة التي أمامنا الآن». يشار إلى أن الخارجية الأميركية كانت قالت في بيان عقب عودة مبعوث واشنطن إلى اليمن تيم لندركينغ، إن الحوثيين «يتحملون مسؤولية كبيرة عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من سبعة أعوام، والذي جلب معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني». وأقر بيان الخارجية الأميركية بأن الحوثيين يواصلون هجومهم المدمر على مأرب، والذي يدينه المجتمع الدولي، ويترك الحوثيين في عزلة متزايدة.
مشاركة :