نحن في عصر تشعبت فيه الأقوال والأفعال دون مصداقية وأمانة فقد أخذت تلك البشر على عاتقها تبويب تلك الأفعال في حياتها اليومية وذلك من أجل تسهيل أمورها بالمعنى الأشمل نظرًا لوجود أساليب التحايل والمكر والخداع بشكل مستمر ومتداول بين الناس حسب طبقاتهم وحسب أعمارهم إذ يستطيع المرء أن يكتشف تلك الموسوعة الواسعة التي تحيط بهؤلاء البشر خاصة أثناء التعامل معها في حياتنا اليومية فقد تطورت تلك الأساليب بطرق مختلفة ونمت, وفي كل يوم يظهر لنا شيء جديد من تلك الأساليب لذا فإن فهرسة تلك الأفعال والأقوال بشكل دقيق أصبحت ضرورة قصوى لا يمكن إنكارها ولا استبعادها ولا التهرب منها. والفهرسة هي عملية جمع تلك الأساليب في نقاط تمكن القارئ الكريم من معرفة أساليب هؤلاء القوم؛ إذ إن هذه التصرفات قد وقعت منذ أزمنة طويلة بشكل محدود أما عصرنا الحالي فقد تفشت فيه بشكل واسع ومستمر داخل المجتمع؛ إذ ينظر إليها البعض على أنها وحدة متكاملة تستطيع أن تحيط بجميع ما عرفه الإنسان من تلك الأساليب فالفرد المدقق لا تفوته هذه الظاهرة دون أن يفتش عن أسبابها وأسرارها فالإسلام هو أسبق الشرائع التي عرفها الإنسان إلى نبذ هذه التصرفات المشينة, وتوطيد دعائم الإنسانية السمحة, الرحبة, في مجالي التشريع والأخلاق كما يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أماناتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (سورة الأنفال: 27). وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض أولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (سورة الرعد: 25). وقال نبي الرحمة محمد بن عبدالله - صلوات الله وسلامه عليه -: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر, ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه, ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه, ولم يعطه أجره) رواه البخاري. إذا تبين لنا ذلك فالإسلام ينطوي على عناصر حضارية فإن شريعة الإسلام ونظمه وقوانينه ومبادئه الأخلاقية صالحة لكل زمان ومكان فعلى كل إنسان منا أن يعرف على وجه الدقة ما هي أبجديات المكر والخداع والتلمس والكذب والتلكؤ التي يمارسها البعض في حياتنا اليومية بشكل علني وخفي من كثير من تلك البشر فهذا الأمر يدل دلالة واضحة على أمراض الضمائر الحية في كل إنسان منا بدون استثناء.
مشاركة :