يا سعد..في عهد ملك الحزم تكفى.. تهز

  • 10/6/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يا سعد تكفي.. نخوة أدمت القلوب وأحزنتها تألم الجميع لخيبتها سيظل صداها يقرع الآذان لكنها أوجبت المصارحة والمواجهة ونقد مسيرة حربنا على الإرهاب وسبب انتشار الفكر الضال ومكمن الخلل في قصور المعالجة. لا بد أن نعترف بأننا تأخرنا كثيرا في مواجهة الفكر المتطرف بكل صوره ودعاته ومنظريه فنحن ننكفئ ثم مع كل سعد جديد نتذكر ونكتب مقالا أو ننشر خبرا أو نستضيف ضيفا يعلق في برنامج ثم نعود للسبات حتى تظهر كارثة أخرى. بحيادية أقول إننا جميعا ندفن الرؤوس في الرمال كأفراد ومؤسسات باستثناء وزارة الداخلية التي عملت وتعمل، ولكن إلى متى تعمل لوحدها فنحن ندعي تارة أن انتشار الفكر الداعشي لم يصل لقضية بل هو حالات فردية بمقدور وزارة الداخلية وحدها التصدي له وتارة أخرى نصور ظاهرة انتشار الفكر الداعشي بأنه من أكبر المشكلات ومن أعقد الظواهر التي تواجه علماء الجريمة فلا نجد تعريفا له ولم نحدد بدقة من يتبناه بل هناك من هو مؤمن به.  إن مشكلة انتشار الفكر الداعشي ووصوله لكل قرية وهجرة وفئة عمرية وجنس يعتمد ويتمحور حول عدم التعامل المدروس والعمل المؤسساتي التكاملي وبمعنى آخر غياب الاستراتيجية الساعية إلى العلاج الناجع المبنية على مفردات وعناصر الواقع المتأزم الذي زدنا أزمته بالمسكنات والمهدئات. فأزمتنا مع «داعش» متعمقة ومتقيحة تحتاج صبرا وطول نفس وإعمال عقل وصواب رؤية فكفانا تنظيرا. بدون مبالغة لم ندرك حجم الكارثة لندرك الحل ولم نجد الطريق الصواب للحلول حتى نتشبث بأمل الوصول فالفكر نتاج قصور وغياب استراتيجية وغياب القوانين الصارمة المانعة وعدم استغلال العدة والعتاد لمواجهة من ضحى بسعد ومن قبله وبمن سيأتي بعده. الباطل المنظم لا يقابل بحق مبعثر فنحن كأولياء أمور ومربين وعلماء ومفكرين وإعلام لم نقم بالدور المطلوب تجاه الفكر المنحرف لم نوع ولم نكشف الشبهات ولم نفتح قنوات حوار مع سعد ومع أقرانه تكاسلنا كثيرا حتى استفحل الداء خوفنا من نقد المناهج وتصويرها بالكمال وتقديسها خوفا من التصنيف والإقصاء كان له الأثر في فكر سعد الضال فلم نحصنه جيدا. فوزارة التعليم مناهجها بعيدة عن الواقع وغير مواكبة للمستجدات فبرامج الأمن الفكري مغيبة والتطهير من المنهج الخفي حبر على ورق فقيم التعايش وقيم الحوار وقيم العدل والسلام وقيم التسامح وتعاملات النبي الكريم بعضها مغيب وبعضها شبه مغيب لا مناهج للتربية الوطنية ولا للتربية الأسرية ولا ندوات ولا محاضرات ولا برامج توعوية ولا تثقيفية فأصبح المخرج خاويا سهل الانقياد وفريسة سهلة لكل فكر شاذ. خطابنا الديني ما زال يحمل بعض الشوائب فهو ما زال غير مستنير وغير متجدد غير رادع للعنف ارتبط بالتهويل والترهيب أليست التخلية قبل التحلية، فالله رحيم ورحمن فالحق ليس سيفا وجهادا فقط بل حسن تعامل ومعاملة فخطابنا لابد أن يتواكب مع جيل العقل والتقنية جيل الحوار والانفتاح فكان النتاج فكرا متطرفا يكفر بكل يسر. لم نفهم ولم نوظف الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بالشكل الصحيح فبرامجنا فقط فنية ورياضية تزرع التعصب وتربي عليه تشغل الوقت سلبيا فليس لجيل سعد في الإعلام نصيب غيبت الوجوه الوطنية المؤثرة مثل د .ميسرة د.عبد الله الفوزان د. نوال العيد وأساتذة الجامعات في مجالات التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وتتكرر وجوه لم تقدم إلا التكرار ودغدغة المشاعر غيبت البرامج الفنية الهادفة وهي من البرامج الفاعلة التي يتمناها الشباب ويهتم بها فحلقة ناصر القصبي عن الدواعش كان لها عميق الأثر مع الاختلاف مع ناصر القصبي في بعض أعماله غيبت برامج الحوار وبرامج قيم التربية والتسامح والتوعية وبرامج كشف الشبه والتبصير بالإسلام الصحيح المعتدل الشمولي وبرامج سيرة النبي الكريم وتعامله ولم نستغل الشباب الواعي كمتطوعين للنقاش والحوار وأمن في وسائل التواصل مع يقيننا أنهم سيحدثون نقلة نوعية في الأمن الفكري فشبابنا وشابتنا بكل موضوعية أكثر خبرة وأكثر وعيا وأكثر تسامحا من أجيالنا فقط امنحوهم الفرصة والثقة. البطالة والفقر تخلق مناخا للإرهاب بضعف الولاء للوطن والمجتمع وتخلق اختلالا في مفهوم المواطنة والارتباط بالوطن فنحن لم ندرك أثر البطالة والفقر النفسي والسلوكي والاجتماعي ولم نع أهمية القيمة الاجتماعية وقيمة تقدير المجتمع وخطر الفراغ فعلماء الاجتماع يؤكدون أن البطالة لا يقتصر تأثيرها على تعزيز الدافعية والاستعداد للانحراف والجنوح وإنما تعمل على إيجاد فئة تتلذذ وتشعر بالحرية في الانحراف وهذا ما لم ندركه ونستشعر خطره. حتى لا يكون هناك سعد وسعد وسعد لا بد من اتباع قانون تغيير العقليات لأنشتاين حيث يقول: لن نستطيع تغيير المشاكل المزمنة التي تواجهنا بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل فبكل تجرد آن الأوان لإيجاد مجلس لمكافحة الإرهاب يرتبط مباشرة بمجلس الوزراء يتكون من دماء شابة جديدة توجد آلية من خلالها يتم بناء جيل مسلم منتج واع إيجابي من خلال إعادة النظر في برامج التنشئة والتربية في كل مؤسسات المجتمع ويؤسس لبرامج حوار فكري يتناول قضايا الشباب ومشكلاتهم ويزرع مبادئ الولاء والانتماء للدين والوطن ويؤسس لإعلام جديد يواكب جيل العولمة والانفتاح ويعمل على سن قوانين صارمة رادعة ويتبنى البحوث والدراسات التي تتعلق بالأمن الفكري ويزرع ثقافة التطوع والوطنية فشباب وشابات المملكة هم من سيحدث التغيير إن منحو الفرصة.. فبحزم الملك وعزم مواطنيه نملك قوة في الحق ونمضي لبنا مستقبل الوطن.. أسال الله أن يرزقنا البصيرة في القول والعمل وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. رابط الخبر بصحيفة الوئام: يا سعد..في عهد ملك الحزم تكفى.. تهز

مشاركة :