محمد علي النومان من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ كتاب ألفه الكاتب الأمريكي سبنسر جونسن عام ١٩٨٨، وتصدر قائمة أكثر الكتب مبيعاً لخمس سنوات، ويسرد الكتاب حكاية رمزية ذات مغزى أخلاقي، تدور أحداثها حول قزمين، هيم وهاو يعيشان في متاهة، تمثل الحياة، ويبحثان فيها عن الجبن الذي يرمز إلى السعادة أو المال أو الوظيفة أو الصحة، بدأ القزمان سيرهما في ممرات المتاهة الطويلة بحثاً عن الجبن، وذات يوم،وجدا ممراً مليئاً بالجبن في محطة الجبن (ج) ففرحا بما وجداه، وتصرفا بغطرسة من خلال استهلاكهما لمخزون الجبن المتوفر لديهما، ولم يعيرا اهتماماً لاستهلاكهما اليومي. وفي يوم من الأيام، وصل هيم وهاو إلى محطة الجبن (ج) ليجداها خالية من الجبن، فصرخ هيم غاضباً: من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ لم يكن القزمان مستعدين لمثل ذاك الموقف لأنهما اعتبرا وجود الجبن أمراً مسلماً به، وبعد أن تأكدا من عدم وجود الجبن، تذمرا مما حلّ بهما من ظلم ثم انصرفا إلى بيتيهما جائعين. وفي اليوم التالي، عاد هيم وهاو إلى المكان مرة أخرى، وكذلك فعلا في اليوم الذي يليه، لكنهما لم يجدا الجبن أيضاً، حينها بدأ هاو يستوعب الموقف، وأدرك أن عليهما أن يبحثا عن الجبن في مكان آخر، لكن هيم الذي كان غارقاً في دور الضحية رفض الاقتراح. حاول هاو إقناع هيم للذهاب معه، لكن الأخير، المعتاد والمطمئن إلى الروتين، والخائف من المجهول، رفض الفكرة مراراً و تكراراً. وظل القزمان بلا جبن. وبعد أيام طويلة قضاها هيم في نكران ما حدث، دخل هاو المتاهة وحيداً بعد أن أدرك أنه يجب ببساطة أن يمضي قدماً أو سوف يموت جوعاً. تنتهي القصة بنجاح هاو في إيجاد الجبن من جديد،أما هيم، فقد ظل في محطة الجبن (ج) غير قادر على دخول متاهة المجهول ليغير واقعه البائس. هذه هي حال بعض أندية دورينا، كانت تمتلك كل شيء، وظلت تستهلك نجاحاتها حتى نفدت، ولم يتبق لها منها إلا الإفلاس، فمنذ ذاك الزمان الجميل لم تحرك ساكناً، ولم تخطو خطوة إلى الأمام خوفا من المجهول،وظلت هناك في المحطة (ج) تتذمر من ظلم الموقف، وتبحث وتتساءل عمن حرك قطعة الجبن الخاصة بها. قبل أن يرحل هاو كتب رسالة على الجدار لصديقه هيم ليتفكر فيها بعد رحيله، ونحن هنا نشير إلى تلك الرسالة لأنديتنا التي من قوم هيم: إذا لم تتغير يا صديقي هيم فمن الممكن أن تفنى. Askmehala@gmail.com
مشاركة :