تحقيق إخباري: إزالة أنقاض الدمار تعيد عمال البناء إلى عملهم في قطاع غزة

  • 6/10/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 9 يونيو 2021 (شينخوا) أتاح بدء إزالة أنقاض بنايات سكنية دمرتها إسرائيل في جولة التوتر الأخيرة مع الفصائل الفلسطينية الشهر الماضي الفرصة لعودة مئات العمال الفلسطينيين إلى عملهم في قطاع غزة بعد سنوات من البطالة. وفي حين أن العودة إيجابية للعمال وعائلاتهم بعد أن أصبح بإمكانهم الآن كسب لقمة العيش، فإن سبب العودة لا يرتبط بأمر إيجابي في ظل الدمار الواسع الذي حل بقطاع غزة بفعل هجمات إسرائيل. وفي 10 مايو الماضي أطلقت إسرائيل عملية عسكرية تحت اسم "حارس الأسوار" بعد أن واجهت وابلًا من القذائف الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة بسبب الإجراءات الإسرائيلية في القدس وإزاء المصلين في المسجد الأقصى. وخلف التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة تدمير نحو ألفي وحدة سكنية كليا أو بشكل بالغ، فضلا عن تدمير عشرات المقرات الحكومية والأهلية، بحسب ما وثقت جهات حكومية فلسطينية. وبعد انتهاء التوتر العسكري اعتبارا من 21 مايو الماضي، بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، هرع عمال البناء إلى الشوارع لإزالة الأنقاض وتحضير القطاع لإعادة إعماره. ويقول الفلسطيني فادي العرقان، وهو عامل بناء شاب من مدينة غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الركام الذي تسببت فيه الضربات الجوية الإسرائيلية ساعدنا على استعادة أعمالنا مرة أخرى". ويضيف العرقان البالغ من العمر (30 عامًا) وهو أب لطفلين، أنه كان ينتظر منذ أشهر عديدة للعثور على وظيفة من شأنها أن تبقي أسرته في مأمن من الفقر، لكنه فشل في تحقيق ذلك. أما الآن، على الرغم من تدمير قطاع غزة، فتمكن العرقان من تحقيق مراده، وهو "سعيد" لكسب لقمة العيش الكريمة. ويتابع "كنت عاطلاً عن العمل لسنوات عديدة، واضطررت إلى العمل في وظائف متعددة والعمل لساعات عديدة في اليوم من أجل كسب مال زهيد". بدوره، يقول محمد عابد، وهو عامل بناء آخر من مدينة غزة ل(شينخوا) إنه كان أيضا عاطلا عن العمل لأكثر من عشر سنوات. ويضيف "منذ عام 2014 أصبحت المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من تسعة أفراد، حيث فقد والدي وظيفته بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في غزة". أما الآن تمكن الشاب العشريني من العودة إلى عمله، لكنه عبر عن حزنه على حقيقة أن العديد من العائلات الفلسطينية فقدت أحباءها خلال المواجهة. ويقول "في كل مرة أذهب إلى العمل، أشعر أنني أعمل فوق جثث الضحايا، الحياة قاسية في غزة، ونحن ليس لدينا أي فرص أخرى للبقاء على قيد الحياة في أكثر مناطق العالم مليئة بالصراعات". ويكسب كل من العرقان وعابد حوالي 16 دولارًا في اليوم من عملهما في إزالة الأنقاض. وقال الشابان إن هذا المبلغ من المال "حلم أصبح حقيقة". ويعمل العرقان وعابد ضمن مجموعة مكونة من 40 عضوا تعتبر مسؤولة عن إزالة أنقاض المباني المدمرة في شارع الوحدة وسط مدينة غزة. ويقول صاحب شركة مقاولات محلية يدعى فهمي عابد ل(شينخوا) "نعمل هنا كما لو كنا في خلية نحل، لكل عامل مهماته الخاصة التي يجب أن ينجزها في أسرع وقت ممكن". ويضيف عابد (42 عاما) وهو أب لستة أطفال، أن "حجم الدمار يبدو كما لو أن غزة تعرضت لزلزال دمر الحجر والشجر والبشر". ومع ذلك، يعتقد عابد أن الحياة ستستمر، ويجب أن يكون سكان غزة قادرين على إعادة بنائها كما فعلوا من قبل. ويقول "بدون إعادة بناء القطاع لن نكون قادرين على مواصلة حياتنا، ولن نكون قادرين على استعادة روتين حياتنا، فقدنا الكثير لكن لدينا حقيقة أخرى أننا ما زلنا على قيد الحياة، ويمكننا إعادة بناء جيبنا الساحلي". ويشير المتحدث باسم وزارة الأشغال العامة والإسكان التي تديرها حماس في قطاع غزة محمد العسكري، إلى أن إزالة الأنقاض هي المرحلة الأولى من عملية إعادة الإعمار. ويقول العسكري ل(شينخوا)، إن الوزارة بدأت في إزالة آلاف الأطنان من الركام بمجرد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين على أن يستمر عملهم لعدة أسابيع. وقدرت أوساط حكومية في غزة وجود كميات من الركام تصل إلى 300 ألف طن. والشهر الماضي، توسطت مصر في اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى القتال بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم غزة، والذي قتل فيه ما لا يقل عن 250 فلسطينيًا و13 شخصا في إسرائيل، ودمرت آلاف المنازل والبنية التحتية جزئيًا أو كليا. ولتسريع جهود إعادة الإعمار، أرسلت مصر معدات هندسية ضخمة وطواقم إلى قطاع غزة يوم الجمعة الماضي. وتستخدم المعدات التي تضم عددا كبيرا من الشاحنات والجرافات والرافعات في إزالة الأنقاض والأنقاض من المباني التي دمرت خلال جولة التوتر الأخيرة التي استمرت 11 يومًا. وجاءت المساعدات بعد تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالمساهمة بمبلغ 500 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار غزة بمشاركة الشركات المصرية.

مشاركة :