أظهرت وثيقة داخلية للأمم المتحدة، أن تحليلا غير منشور أجرته وكالات بالأمم المتحدة وجماعات إغاثة، يقدر أن نحو 350 ألف شخص في منطقة تيغراي المضطربة في إثيوبيا يعيشون وضع المجاعة. وجاء في الوثيقة الصادرة بتاريخ السابع من يونيو: "بالنسبة لخطر المجاعة، لوحظ أن الحكومة الإثيوبية تشكك في الأرقام الواردة في التحليل غير المنشور للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، خاصة الاعتقاد أن ما يقدر بنحو 350 ألف شخص في مختلف أنحاء تيغراي يعيشون في مجاعة عند المرحلة الخامسة وفقا للتصنيف"، وفقا لما نشرته وكالة رويترز. وأضافت أن التحليل، الذي قال دبلوماسيون إنه قد ينشر اليوم الخميس في أقرب تقدير، خلص إلى أن الملايين في تيجراي يحتاجون إلى "غذاء عاجل ودعم زراعي ومعيشي للحيلولة دون الانزلاق أكثر نحو المجاعة". ويرأس مارك لوكوك مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة اللجنة التي تشمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأكد دبلوماسي إثيوبي كبير في نيويورك اشترط عدم ذكر اسمه، أن الحكومة تشكك في التحليل وتشكك في أساليب المسح، وتتهم التصنيف بالافتقار إلى الشفافية وعدم إجراء مشاورات كافية مع السلطات المعنية. ولم ترد قوة مهمات الطوارئ التابعة للحكومة الإثيوبية بشأن تيغراي ومكتب رئيس الوزراء أبي أحمد ووزارة الخارجية على طلب تعقيب. وقالت السفارة الإثيوبية في لندن في بيان يوم السبت، إن الحكومة "تتعامل مع مسؤوليتها عن إنهاء معاناة شعب تيجراي الحالية بجدية شديدة، وبذلت حتى الآن جهودا حثيثة للتعامل الشامل مع الاحتياجات الإنسانية على الأرض بالتنسيق مع شركاء محليين ودوليين". وأُعلنت المجاعة مرتين خلال العقد المنصرم إحداها في الصومال عام 2011 والأخرى في جنوب السودان عام 2017 حسبما يوضح التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. وتستخدم وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة والحكومات والأطراف المعنية الأخرى هذا التصنيف للعمل معا لتحديد شدة انعدام الأمن الغذائي. وفي نوفمبر، اندلع القتال في تيجراي بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي كانت الحزب الحاكم في المنطقة. وتدخلت قوات من دولة إريتريا المجاورة في الصراع دعما للحكومة الإثيوبية. وأسفر العنف في تيجراي عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليونين في المنطقة الجبلية التي يعيش فيها ما يربو على 5 ملايين شخص. وذكرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء، أن تقارير تحدثت عن وقائع رفض تحرك المساعدات وتعرض موظفي الإغاثة للتحقيق والهجوم والاحتجاز في نقاط التفتيش العسكرية علاوة على نهب ومصادرة أصول وإمدادات الإغاثة من قبل أطراف الصراع. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة: "بلغ انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية مستويات تبعث على القلق"، مضيفا أن هناك تقارير عن جوع شديد في أوساط النازحين، كما أن هناك حاجة شديدة للغذاء في شمال غرب تيجراي بعد حرق أو نهب المحاصيل. ولم يحمل المتحدث أحدا المسؤولية.
مشاركة :