المال ليس كل شيء | إبراهيم محمد باداود

  • 10/6/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فرص العمل هي المطلب الأساس للخريجين اليوم، فما إن يستلم الشاب أو الشابة شهادة التخرّج إلاَّ ويبادر بالتقديم في ديوان الخدمة المدنية، أو في عدد من شركات القطاع الخاص المختلفة، والبعض يفضل أن يبقى عاطلاً ينتظر الوظيفة الحكومية حتى لو أتيحت له الفرصة للعمل في القطاع الخاص، والبعض الآخر يفضل العمل في شركات كبرى، ويرفض العمل في شركات صغرى، أو غير معروفة، في حين يحرص البعض على قبول أول فرصة عمل يجدها لتكون مصدر دخل له بغض النظر عن مكانة الشركة ومستواها. كشفت دراسة صادرة عن فريق من جامعة لندن للأعمال أن المديرين التنفيذيين على استعداد لقبول العمل لدى شركات تحمل أبرز العلامات التجارية، حتى لو كان ذلك بأجر أقل من شركات أخرى غير معروفة، ووفقًا للدراسة التي تناولت أكثر من 10 آلاف حالة، وعمدت للمقارنة بين إمكانية التعويض أو العمل لدى علامة تجارية معروفة، فقد بدا واضحًا استعداد المديرين التنفيذيين للتخلّي عن 12% من أجورهم من أجل العمل لدى أبرز العلامات التجارية، ويقول المسؤولون عن الدراسة بأنه كلما ارتفعت الهوية الخاصة بالعلامة التجارية للشركة كلما زاد استعداد العاملين فيها للقبول بأجور أدنى. بعض الشباب ينخدع أحيانًا بالعروض الكبرى التي قد يجدها في شركات مختلفة، ولا ينظر إلاَّ إلى الراتب والدخل الذي سيجنيه، ويكون تركيزه وهمّه الأكبر هو قيمة العرض الذي سيحصل عليه، في حين أن الدراسة أعلاه أكدت بأن سمعة الشركة وعلامتها ومكانتها التجارية لها قيمة أيضًا، وأن البعض يفضل العمل لدى شركات ذات سمعة ومكانة عالمية حتى ولو كانت تقدم عرضًا أقل؛ لأن تلك الشركات تحرص على المحافظة على اسمها وسمعتها فهي تعمل على تسليم الأجور في مواعيدها، وتحرص على تطوير وتأهيل منسوبيها وتقدم لهم الخبرة اللازمة، ويعتبر العمل في تلك الشركات مكسبًا وخصوصًا لمن بدأ حياته العملية. فأمثال هؤلاء من المميز أن تتضمن سيرتهم الذاتية أسماء جهات معروفة لتساعدهم في الحصول على فرص عملية أفضل مستقبلاً. المال ليس كل شيء لمن يبحث عن عمل، بل هناك موازين أخرى تُقاس بها فرصة العمل، ومن أهمها سمعة واسم الشركة، وبيئة العمل والإدارة التي ستعمل فيها. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :