راتب شهرين لموظفي الدولة وطلاب التعليم في الداخل والخارج والمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة ومستفيدي الضمان ، والحرية لسجناء الحق العام و20 مليار ريال لخدمات الإسكان و500 مليون ريال للأندية الرياضية و160 مليون ريال للأندية الأدبية ودمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التربية والتعليم والأهم من هذا كله ضخ دماء جديدة لمجلس الوزراء وإلغاء العديد من المجالس التي لم يكن بعضها مفعلاً وإنشاء مجلسين فقط يعنى أحدهما بالشؤون السياسية والأمنية ويختص الثاني بالشؤون الإقتصادية ،وغيرها من الأوامر الملكية الأخرى التي وصلت إلى 30 أمراً ملكياً تختتم بتغريدة من المليك في حسابه قائلاً ( تستحقون أكثر ومهما فعلت فلن أوفيكم حقكم ، أسأل الله على أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن ولا تنسوني من دعائكم ) . ماحدث باختصار يمكن وصفه بأننا مقدمون على مرحلة جديدة في مسيرة التنمية لهذا الوطن ،فالتغييرات لم تكن محدودة بل كانت شاملة وفي مواقع هامة لم يمسها التغيير منذ سنين ، والتغيير كان ضرورياً خصوصاً في ظل ما نمر به من ظروف تراجع أسعار النفط والاضطرابات التي نالت من العديد من دول الجوار ،فجاءت هذه الخطوة لتعيد ترتيب الأوراق بما يتلاءم مع الظروف الراهنة . في عام 1996م نشرت إحدى دور النشر خلاصة كتاب بعنوان ( تجدد أو تبدد ) يتحدث عن مقارنة بين أسرار الابتكار في الشركات الأمريكية والأوروبية واليابانية ، كما يتحدث عن معنى الإبتكار الذي تهتم به منظومات الأعمال حول العالم وفي مقدمتها اليابان والتي توقفت عن استراتيجية التقليد وتبنت استراتيجية الابتكار ومنذ ذلك الحين وأنا أردد دائماً هذه المقولة ( تجدد أو تبدد ) ، فمن لم يتجدد سيتبدد بعد أن يتوقف نشاطه ويصبح لاوجود له . مع كل تغيير يكون هناك أمل على الرغم من وجود ألم للبعض ، وفي التغيير تأكيد على النية الصادقة للسعي نحو الأفضل والحرص على التغيير في النتائج ،فمن يلجأ للتغيير ليس هدفه التغيير بحد ذاته بل يهدف لما سينتجه هذا التغيير على أرض الواقع ولذلك كان لزاماً مع هذا التغيير الكبير متابعة آثاره وقياس نتائجه وإظهار نتائج هذه الخطوة الكبيرة للعموم مع الإشارة دائماً بأن ماسبق من تغييرات تؤكد بأن كل شيء قابل للتغيير . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :