مع ارتفاع درجة الحرارة في الصيف، تكثر الإجازات، البعض يفضل قضائها خارج الدولة، فيما يفضل آخرون البقاء في دبي والإمارات، متوسدين في ذلك برنامجاً دسماً لسياحتهم الداخلية، والتي عادة ما تستحوذ رياضة السباحة على الجزء الأكبر منها، ففي الوقت الذي تتجه فيه عيون الكثير من العائلات نحو الشواطئ، هناك من يفضل، خاصة الأطفال، تلطيف درجة الحرارة، بالبقاء في أحواض السباحة، سواء تلك التابعة للفنادق أو الموجودة داخل البيوت. ولا يمكن لأي صيف أن يمر من دون وقوع حوادث غرق، والتي عادة ما يكون ضحاياها من الأطفال، وأولئك الذين لا يعرفون طرق التعامل مع المياه. وبلا شك أن الحل الأمثل لتجنب مثل هذه الحوادث، يكون من خلال "تعلم أصول السباحة"، ومعرفة طرق التغلب والتعامل مع المياه، خاصة في أحواض السباحة، والتي عادة لا تتركها إدارات الفنادق من دون مراقبة، وتزودها بـ "حراس الإنقاذ" الذين تعودوا أن يكونوا على أهبة الاستعداد، لتنفيذ عملية الإنقاذ لأي شخص يشعرون بأنه بدأ بمصارعة المياه. "يجب عدم السباحة إلا في وجود منقذ في الجوار، ويفضل منع الأطفال عن السباحة بمفردهم"، قاعدة ذهبية يقدمها لوك كنيغهام، المؤسس والمدير العام لشركة بلوجارد، التي تتولى تدريب المنقذين وتأهيلهم للتعامل مع حالات وحوادث الغرق، حيث يقول: "على العائلات التأكد دائماً من وجود مراقب بالقرب من حوض السباحة أو الشاطئ، وعملية الامتناع عن السباحة لا تطبق فقط على الأطفال وإنما على البالغين أيضاً، خاصة أولئك الذين لا يجيدون فنون العوم والسباحة". ويضيف: "ندرك بأن معظم العائلات تفضل في الصيف قضاء معظم وقتها في المياه، وكإجراء احترازي يجب على العائلات التأكد من أن الأطفال لديهم القدرة على التعامل مع الماء"، مؤكداً على ضرورة تعليم الأطفال منذ نعومة أظفارهم قواعد السلامة الأساسية، مثل: الامتناع عن الركض بجانب المسبح، وعدم الغطس قبل التأكد من ملاءمة عمق المسبح، والمحافظة على رطوبة الجسم، إلى جانب تعليمهم احترام حراس الإنقاذ وتنفيذ تعليماتهم. القواعد التي أدلى بها كنيغهام، ليست قاصرة فقط على أحواض السباحة في الفنادق أو على الشواطئ، وإنما تنحسب أيضاً على أحواض السباحة المنزلية، حيث قال: "على العائلات التأكد من إدراك الأطفال لمخاطر السباحة دون إشراف، إلى جانب التأكد من وجود سياج مغلق حول حوض السباحة، وإزالة كافة الأشياء التي يمكن استخدامها للتسلق، بالإضافة إلى إجراء فحوصات روتينية لنظام الصرف، بهدف المحافظة على نظافة المياه داخل حوض السباحة، حتى لا تتسبب بأي أعراض مرضية، أو حساسية". وأوصى كنيغهام بأهمية تعليم أفراد العائلة لطرق الإنعاش القلبي الرئوي. وقال: "لقد ثبت أن مثل هذه الطرق يمكنها أن تمنع حالات الغرق المميت في أحواض السباحة المنزلية، ولذلك عادة نعمل على تهيئة المنقذين على هذه الطرق، بحيث يساهموا في منح الحياة لأي شخص يتعرض لمحاولة الغرق". في الصيف، عادة ما تزداد وتيرة الإقبال على الفنادق في دبي، حيث تجد العائلات فيها مساحة واسعة للترفيه والاستمتاع، وعن تقيمه لعوامل السلامة والأمان في فنادق دبي وحمامات السباحة العامة والشواطئ في دبي، قال كنيغهام: "هناك قواعد ولوائح صارمة تنفذها بلدية دبي، لضمان سلامة الجمهور من مستخدمي المسابح العامة وتلك التابعة للفنادق، ومن بينها، إلزامية وجود سلالم ودرجات داخل أحواض السباحة التي يزيد عمقها عن 0.6 متر، كما يجب أن يكون حوض السباحة مزوداً بالإضاءة الكافية، تساعد أولئك الذين يفضلون السباحة ليلاً، كما يجب أن تكون أنظمة الصرف الصحي ومعدات التطهير في مكانها الصحيح"، مؤكداً على ضرورة إجراء فحوصات منتظمة لأحواض السباحة وأقسام الشاطئ للتأكد من أن الفندق يفي باللوائح والإرشادات التي وضعتها بلدية دبي، واعتماد خطة عمل للطوارئ والتي تتناول بالتفصيل ما الذي يجب على حراس الإنقاذ القيام به في حالات الطوارئ. وأكد كينغهام على أهمية وظيفة "المنقذ"، واصفاً إياها بـ "الوظيفة المجزية للغاية". وقال: "الحصول على ترخيص للعمل كمنقذ، يعد أمراً مفيداً للغاية، حيث أصبح بالإمكان تعليم أي شخص ليصبح منقذاً، ولكن المهم أن تتوفر لديه الرغبة بذلك، والقدرة على التعامل مع المياه، والسباحة بثقة عالية"، مشيراً إلى أن الدورات التي يخضع لها المنقذون تعلمهم طرق السباحة بثقة لمسافة 200 متر في أقل من دقيقتين ومن دون فترات توقف أو راحة، مبيناً أن ذلك يعد أمراً ضرورياً من أجل المحافظة على حياة الإنسان. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :