واصل سكان الكوت دازور جنوب شرقي فرنسا أمس، عمليات تنظيف المنازل ورفع الأنقاض، فيما لم تعلق عمليات البحث عن 4 مفقودين بعد الفيضانات التي تلت عواصف رعدية، وحصدت السبت 17 قتيلاً على الأقل. وحاولت فرق تابعة لشركة كهرباء فرنسا اعادة التيار الكهربائي الى 10 آلاف منزل، وسعت الشركة الوطنية للسكك الحديد الى اعادة تسيير قطارات «مع اعطاء أولوية لآلاف المسافرين الذين يستخدمون هذه الوسيلة يومياً للتوجه الى عملهم»، فيما أبقت 15 مدرسة وكلية وثانوية ابوابها مغلقة. وعمل مئة اختصاصي في الغابات على الأقل لإزالة «تراكم» النباتات والبقايا التي تهدد بجرف اربعة جسور، علماً ان عملاً لوجيستياً ضخماً يجب ان ينجز على شبكة الطرقات التي انتزعت ارصفتها وتكدّست هياكل السيارات فيها والأشجار المقتلعة. وفيما يرتقب ان تعود الكوت دازور الى طبيعتها باعتبارها منطقة تجذب السياح من انحاء العالم، سيستمر الجدل حول توقع هذه التقلبات المناخية العنيفة المرشحة للازدياد مع ظاهرة الاحتباس الحراري. والمفاجأة كانت الكمية الكبيرة للأمطار التي تساقطت خلال ثلاث ساعات السبت الماضي، وبلغت 180 ملليمتراً في مدينة كان و159 ملليمتراً في ماندوليو لا نابول ومئة ملليمتر في فالبون قرب بيو. وقال الرئيس فرنسوا هولاند اثناء زيارته المنطقة المنكوبة اول من امس: «شهدنا دائماً كوارث لكن وتيرتها وحدّتها زادت»، داعياً الى «اتخاذ قرارات» لمكافحة ظاهرة الاحتباس، في وقت تستضيف فرنسا نهاية السنة الحالية مؤتمراً حول المناخ. ورغم تأمين الدعم المعنوي على وجه السرعة للمنكوبين في منطقة معتادة على تساقط الأمطار الغزيرة في فصل الخريف، يبدو ان بعضهم لن ينسى بسهولة ليلة الذعر التي عاشوها.
مشاركة :