«على كلٍّ من الزوج والزوجة واجب تنظيم الأسرة» تشكل هذه الكلمات في الصين تهديداً منصوصاً عليه في الدستور. ويمكن أن يؤدي عدم الالتزام بفكرة الحزب الحاكم المتعلقة بحجم الأسرة الصحيح، إلى عقوبة، مع غرامة كبيرة أو فقدان الوظيفة. ومن بين الأقليات العرقية المسلمة في منطقة شينجيانغ، الواقعة أقصى الغرب، تعرضت النساء اللائي تجاوزن عدد الأطفال المحدد للتعقيم القسري، وأُرسلن إلى معسكرات الاعتقال. وقد يشعر بعض الصينيين بالارتياح من أن الحزب الشيوعي سيخفف القواعد. عقاب وفي السابق، كان معظم الأزواج ينجبون طفلين. وفي 31 من مايو، أعلن المكتب السياسي أن الحد الأقصى سيُرفع إلى ثلاثة. ومن الناحية النظرية، يُسمح بالفعل للأقليات العرقية، التي تعيش في الريف بهذا العدد، لكن المسؤولين في شينجيانغ، يعاقبون، أحياناً، حتى أولئك الذين لم يتجاوزوا الحد الأقصى. ويُعد السماح بثلاثة أطفال تغييراً كبيراً مقارنة بالإجراءات الصارمة للفترة بين 1979 و2016. وفي ذلك الوقت، أدى تطبيق سياسة الطفل الواحد إلى انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الإجهاض القسري، ومصادرة الممتلكات، وحتى هدم منازل الناس. وفي معظم أنحاء الصين، خفّت حدة هذه الفظائع مع تخفيف اللوائح. والهدف من السماح بثلاثة أطفال هو تشجيع الأزواج على إنجاب المزيد. ومعدل الخصوبة في الصين من بين أدنى المعدلات في العالم. وارتفعت نسبة السكان الذين يبلغون من العمر 60 عاماً، بشكل سريع؛ وفي عام 2000، كانوا يشكلون عُشر السكان. وبحلول نهاية هذا العقد، من المتوقع أن يرتفع إلى الربع. أقل عدد مواليد وشهد العام الماضي أقل عدد من المواليد، منذ عام 1961، وهو وقت المجاعة في عهد ماو تسي تونغ. ولكن تغيير السياسة لن يحقق النتيجة المرجوة للحكومة، ولن ينهي معاناة الناس. وإقناع الناس بإنجاب المزيد من الأطفال أمر صعب للغاية، كما وجدت الحكومات في العديد من البلدان. ومع ازدياد ثراء المجتمعات، ينجب الأزواج عدداً أقل من الأطفال، ويخصصون المزيد من الوقت والمال على كل واحد منهم. والسبب الرئيس الذي يجعل الأزواج الصينيين اليوم لا يريدون عائلات كبيرة، هو أنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون تحمّل تكاليفها. في المدن، يكون السكن ورعاية الأطفال مكلفين، وغالباً ما يتطلب إرسال طفل إلى مدرسة أو جامعة جيدة، الدفع مقابل فصول دراسية مكثفة. ونظراً لضعف شبكة الرعاية الاجتماعية، يخشى الشباب من الاضطرار إلى رعاية الوالدين المسنين. ويعترف الحزب بأن هذه المشكلات تحتاج إلى معالجة، ورفع القيود المفروضة على حجم الأسرة، ربما لن يفعل الكثير لتشجيع المزيد من إنجاب الأطفال. عزوف عن الزواج ويرفض العديد من الشباب الصينيين الزواج، ناهيك عن إنجاب الأطفال. وقد انخفض عدد الأزواج، بنحو 40٪ خلال السنوات السبع الماضية. وترغب المرأة في العمل، وتخشى أن تتضرر آفاقها الوظيفية إذا احتاجت إلى إجازة أمومة أو من أجل رعاية الأسرة. ويقول المكتب السياسي للحزب الشيوعي إنه لا ينبغي لأصحاب العمل التمييز ضد المرأة، لكن المسؤولين غالباً ما يغضّون الطرف عن انتهاكات قانون العمل. ولم يؤدِّ الانتقال إلى سياسة الطفلين إلى زيادة معدل الخصوبة إلّا قليلاً. ومن غير المحتمل أن سياسة الثلاثة أطفال أكثر نجاحاً. ولكن هناك أسباب أخرى لإلغاء قاعدة الطفلين، وجميع القيود المفروضة على حجم الأسرة. وتسببت هذه السياسة في معاناة كبيرة للملايين الذين عوقبوا بسبب عدم الالتزام بها. ولم تحقق شيئاً مفيداً، إذ كان عدد سكان الصين قد توقف عن النمو على أي حال نتيجة للاختيار الشخصي، كما حدث في أي مكان آخر في العالم. ويتردد الحزب في الاعتراف بأن فرض قيود على حجم الأسرة كان خطأً منذ البداية. ولكن هذا سبب للدولة لاتخاذ قرار يخص الأزواج أنفسهم. وتمنح كل دولة أخرى شعبها الحرية الأساسية في ما يتعلق بإنجاب الأطفال من عدمه. لماذا لا تفعل الصين ذلك؟ • معدّل الخصوبة في الصين من بين أدنى المعدلات في العالم. وارتفعت نسبة السكان الذين يبلغون من العمر 60 عاماً، بشكل سريع؛ وفي عام 2000، كانوا يشكلون عُشر السكان. وبحلول نهاية هذا العقد، من المتوقع أن يرتفع إلى الربع. • تغيير السياسة لن يحقق النتيجة المرجوّة للحكومة، ولن يُنهي معاناة الناس. وإقناع الناس بإنجاب المزيد من الأطفال أمر صعب للغاية، كما وجدت الحكومات في العديد من البلدان. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :