تشهد جميع الأوعية (الأصول) الاستثمارية موجة ارتفاعات متواصلة منذ مطلع العام الجاري، مدعومة بتفاؤل بشأن تعافي الاقتصاد العالمي في ظل تسارع توزيع اللقاحات لمواجهة فيروس كورونا والسيطرة عليه في عديد من دول العالم. وكان الذهب المتضرر الوحيد في ظل هذه الأجواء المتفائلة، ما دفعه لتسجيل تراجعات منذ مطلع العام، على الرغم من تقليصه تلك الخسائر خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم عالميا، وهو ما يرفع الطلب على الذهب للتحوط. ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، تصدر النفط "برنت" الأصول الاستثمارية الأفضل أداء منذ مطلع العام الجاري، مرتفعا 40.1 في المائة، تلاه مؤشر الأسهم بقيادة الأسهم السعودية "تاسي" 25.4 في المائة، فيما ارتفعت الأسهم الأمريكية 12.7 في المائة لمؤشر داو جونز و9.2 في المائة لمؤشر ناسداك منذ مطلع العام. وجاءت العملات المشفرة، ممثلة في عملة بيتكوين، ثالث أفضل الأصول الاستثمارية أداء، مرتفعة 22.4 في المائة منذ مطلع العام على الرغم من الانهيار الحاد، الذي تعرضت له أخيرا، ثم الفضة رابعا مرتفعة 5.7 في المائة. بعدهم جاء مؤشر الدولار مرتفعا 0.7 في المائة، فيما كان التراجع الوحيد من نصيب الذهب 1.4 في المائة. النفط حقق النفط (خام برنت) أعلى ارتفاعات بين الأوعية الاستثمارية منذ مطلع العام، ليصعد 40.1 في المائة، ليبلغ نحو 72.6 دولارا عند التسوية الجمعة الماضية، مقابل نحو 51.8 دولار نهاية العام الماضي. وجاء الارتفاع المتواصل نتيجة عدة أسباب منها التوافق داخل تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية، وخفض المملكة إنتاجها من النفط بنحو مليون برميل يوميا لتحقيق استقرار السوق، إضافة إلى امتثال دول تحالف "أوبك+" لحصصها في اتفاق خفض الإنتاج 100 في المائة وأكثر في الأشهر الأخيرة، وأخيرا تسارع توزيع اللقاحات عالميا، ما يزيد التفاؤل بعودة أسرع للأوضاع الطبيعية قبل تفشي "كورونا". الأسهم وبيتكوين خلال الفترة نفسها تنافست الأسهم والعملات الافتراضية أو المشفرة على المركز الثاني بين الأوعية الاستثمارية، حيث ارتفعت الأسهم السعودية بمعدل أعلى منها، فيما جاء ارتفاع الأسهم الأمريكية بوتيرة أقل من "بيتكوين". وارتفع المؤشر العام للأسهم السعودية "تاسي" 25.4 في المائة، ليغلق أمس الأحد عند 10897 نقطة، فيما أنهى العام الماضي عند مستوى 8690 نقطة. جاء ارتفاع الأسهم السعودية منذ مطلع العام نتيجة نجاح رؤية 2030 بتحقيق أهدافها خلال أول خمسة أعوام منها، والنجاح الكبير في مواجهة جائحة كورونا، وارتفاع أسعار النفط، إلى جانب توقعات بقفزة كبيرة في أرباح الشركات المدرجة خلال الربع الثاني من العام، حيث الفترة المقارنة كانت قد تزامنت مع ذروة جائحة كورونا. يضاف إلى ذلك، الإعلان عن إنفاق حكومي ضخم في الميزانية، ومن قبل صندوق الاستثمارات العامة، إلى جانب الإعلان عن عديد من المشروعات الضخمة، التي تستفيد منها الشركات المدرجة، وكذلك الإعلان عن برنامج شريك، الذي تستفيد منه الشركات الكبرى في المملكة والاستثمارات الضخمة المتوقعة خلاله. علاوة على بوادر تعاف اقتصادي، وهو ما ظهر في نتائج الشركات للربع الأول، التي شهدت تحسنا كبيرا. وبالعودة للأوعية الاستثمارية الأخرى، ارتفعت عملة بيتكوين 22.4 في المائة، لتبلغ 35400 دولار للوحدة بنهاية الأسبوع الماضي، مقابل 28933 دولارا بنهاية العام الماضي. وصعد مؤشر داو جونز الأمريكي (أسهم) 12.7 في المائة منذ مطلع العام، ليغلق نهاية الأسبوع الماضي عند 34480 نقطة، فيما أنهى العام الماضي عند مستوى 30606 نقاط. كما ارتفع مؤشر ناسداك الأمريكي (أسهم) 9.2 في المائة، ليغلق نهاية الأسبوع الماضي عند 14069 نقطة، بينما كان قد أنهى العام الماضي عند مستوى 12888 نقطة. الفضة ارتفعت أسعار "الفضة" 5.7 في المائة لتبلغ 28 دولارا بنهاية الأسبوع الماضي، مقابل 26.5 دولار في نهاية 2020، محققة بذلك أداء أفضل من الذهب. العملات ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء الدولار أمام سلة من ست عملات رئيسة 0.7 في المائة، ليبلغ 90.6 نقطة بنهاية الأسبوع الماضي، مقابل 89.9 نقطة نهاية العام الماضي. الذهب جاء الذهب الأسوأ أداء بين الأوعية الاستثمارية منذ مطلع 2021 نتيجة التفاؤل بالتعافي الاقتصادي وارتفاع الدولار، ما دفعه للتراجع 1.4 في المائة، ليبلغ سعر الأونصة 1879 دولارا بنهاية الأسبوع الماضي، مقابل 1906 دولارات بنهاية 2020. وحدة التقارير الاقتصادية
مشاركة :