ذكر خبير في العلاقات الدولية أن منظمة شانغهاي للتعاون تقدم مثالا جيدا لنمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون القائم على الفوز المشترك. وقد قال لي تسي قوه، مدير قسم دراسات أوروبا وآسيا الوسطى بمعهد الصين للدراسات الدولية، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن منظمة شانغهاي للتعاون ستسرع من بناء مجموعة إقليمية ذات مستقبل مشترك، وستشرق في مجال التعددية العالمية، وستقدم حلولا أكثر جدوى وفقا لنهج منظمة شانغهاي للتعاون. وذكر لي أن منظمة شانغهاي للتعاون، منذ تأسيسها قبل 20 عاما، تشهد باستمرار تطورا وتوسعا، وتتحسن مكانتها بشكل متواصل، مضيفا أن المنظمة نجحت في استكشاف نمط جديد من مسار التعاون والتنمية للمنظمات الإقليمية. ولخص الخبير الإنجازات المثمرة التي حققتها منظمة شانغهاي للتعاون في مجالات مثل الأمن والاقتصاد والثقافة، والتي أدت نتيجة لذلك، إلى تعزيز الثقة السياسية بين الدول الأعضاء بالمنظمة، وصون الأمن والاستقرار بوجه عام في المنطقة وسط بيئات داخلية وخارجية معقدة، ودفع التعاون الاقتصادي الإقليمي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لمختلف البلدان، وتوطيد الروابط الشعبية والشعور بأن “منظمة شانغهاي للتعاون أسرة واحدة كبيرة”. وقال لي إن “روح شانغهاي هي جوهر منظمة شانغهاي للتعاون”، مشيرا إلى أنه استرشادا بهذه الروح، يتمتع أعضاء المنظمة بحسن الجوار والتنمية المشتركة، ويتمسكون بالنظام الدولي الذي تشكل الأمم المتحدة نواته، ويحافظون على النظام الدولي القائم على القانون الدولي. وأضاف لي أن هذه الروح تواكب العصر، لافتا إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح في السنوات الأخيرة سلسلة من المفاهيم والمقترحات في المناسبات المتعلقة بمنظمة شانغهاي للتعاون. ففي الخطاب الذي ألقاه شي في قمة منظمة شانغهاي للتعاون بتشينغداو عام 2018، طرح شي سلسلة من المقترحات المهمة بما في ذلك الآفاق المستقبلية للتنمية والأمن والتعاون والحضارة والحوكمة العالمية. وفي الاجتماع الـ19 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون، اقترح شي جعل منظمة شانغهاي للتعاون مثالا للتضامن والثقة المتبادلة، ومثالا للأمن المشترك، ومثالا للتعاون متبادل المنفعة، فضلا عن مثال للشمول والتعلم المتبادل. وبالإضافة إلى ذلك، ألقي شي في عام 2020 كلمة في الاجتماع الـ20 لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في بكين عبر رابط الفيديو، حيث شدد شي على الحاجة إلى تكثيف التعاون لمكافحة الجائحة وبناء مجتمع ينعم بالصحة؛ والحفاظ على الأمن والاستقرار وبناء مجتمع يسوده الأمن؛ وتعميق التعاون العملي وبناء مجتمع يحظى بالتنمية؛ وتقوية الصداقة بين الشعوب وبناء مجتمع يتمتع بتبادلات ثقافية للجميع. وقال لي إن كل هذه المفاهيم والمقترحات لم تثر الروح فحسب، وإنما وفرت أيضا إجراءات عملية وفعالة وكذا أعطت قوة دفع جديدة لمنظمة شانغهاي للتعاون. وبالنسبة للتنمية المستقبلية لمنظمة شانغهاي للتعاون، ذكر لي أن كوفيد-19 جعل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون والسعي لتحقيق تنمية مشتركة مسائل أكثر إلحاحا بالنسبة للدول الأعضاء. وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع دول المنطقة أيضا بإمكانيات كبيرة للتعاون في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل التجارة الإلكترونية، والاقتصاد الرقمي، والمدن الذكية.
مشاركة :