قال ماديار مينيليكوف سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة، إن يوم الأول من أكتوبر يمثل ذكرى مرور 30 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وكازاخستان، إذ ترجع إلى مثل هذا اليوم من عام 1992 والتي تُعد مثالاً يحتذى به عالمياً. وأكد سفير جمهورية كازاخستان - خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر سفارة بلاده أبوظبي، بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين- أنه على مدار ثلاثة عقود، تميزت العلاقات بين البلدين بالرسوخ والتميز والتطور، اعتماداً على تراث غني وقديم من الروابط التاريخية، القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. ووصف مينيلبيكوف - التواصل الدائم بين قيادتي البلدين، بأنه نموذج استراتيجي للتعاون العالمي البنّاء في شتى المجالات، بما يرسخ ويعزز العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن زيارة فخامة قاسم جومارات توكاييف رئيس كازاخستان إلى أبوظبي التي التقى خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وقدم فيها واجب العزاء في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «رحمه الله»، كانت مناسبة متجددة للتأكيد على متانة العلاقات الكازاخية - الإماراتية، والرغبة الصادقة في تعزيزها والارتقاء بها إلى أرفع المستويات، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين. التطابق في المواقف وأكد السفير الكازاخي أن الإمارات وكازاخستان تدعمان بشكل متبادل جهود بعضهما البعض من أجل تحقيق النمو المستدام والمتطور.. وقال: «في ظل التحديات التي يشهدها العالم حالياً، تسعى كل من الإمارات وكازاخستان إلى تعزيز شراكتهما، وتسريع وتعزيز المشروعات الاستراتيجية بشكل متزايد وشامل، سعياً وراء تحقيق السلام والازدهار لجميع شعوب البلدين والعالم.. فقد نجحتا في تدوين نحو 100 وثيقة قانونية شاملة تنظم العلاقات الثنائية المختلفة، ومنها التجارة والاقتصاد، والاستثمار وغيرها من القضايا التي تهم الجانبين». وأضاف: «باستقراء التاريخ السياسي والدبلوماسي للبلدين، تبدو ملامح التطابق في المواقف السياسية والاستراتيجية في شتى القضايا، حيث تدعم الإمارات بشكل نشط المبادرات السياسية الخارجية لكازاخستان، في الوقت الذي تتفق فيه مواقف كازاخستان مع سياسات دولة الإمارات الخارجية والإقليمية، فيما لعب التعاون الاقتصادي والتجاري الدور المهم في تعزيز العلاقات عبر السنوات الماضية». وقال: «بدأت العلاقات بين كازاخستان ودولة الإمارات بتاريخ الأول من أكتوبر 1992 وتعمل سفارة الإمارات في كازاخستان منذ شهر أكتوبر 2005، فيما تم افتتاح سفارة كازاخستان في دولة الإمارات في سبتمبر 2006، والقنصلية العامة لجمهورية كازاخستان في دبي منذ عام 1997»، مشيراً إلى تطور العلاقات بين الجانبين في أجواء من التفاهم والثقة المتبادلين. وقال مينيلبيكوف: إن الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لكازاخستان في المنطقة العربية، وبلغ حجم التجارة بين البلدين في عام 2021 رقماً قياسياً وهو 709 ملايين دولار، وبلغت صادرات كازاخستان إلى الإمارات 634 مليون دولار، والواردات 75 مليون دولار، في حين بلغ إجمالي حجم التجارة خلال السنوات العشر الماضية (2012 - 2021) حوالي 3.75 مليار دولار أميركي، منها صادرات لكازاخستان إلى الإمارات بقيمة 3 مليارات دولار وواردات - 750 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان 4.2 مليار دولار، عبر 23 مشروعاً. أخبار ذات صلة بخطوات استباقية.. الإمارات تستشرف المستقبل 112 ألف طن سماد محلي من النفايات الزراعية في 2021 مبيعات الصناعة التحويلية وقال إنه: «على مدى السنوات الخمس الماضية، زاد حجم مبيعات الصناعة التحويلية بين كازاخستان والإمارات بنسبة 21%، بينما زادت الصادرات - بنسبة 16.3%، والواردات - بنسبة 41.3%، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية استثمر رواد الأعمال الإماراتيون حوالي 2.7 مليار دولار في كازاخستان، فيما تم إطلاق 13 مشروعاً في كازاخستان، بمشاركة رأس المال الإماراتي بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 1.2 مليار دولار أميركي، وحوالي 10 مشاريع أخرى تزيد قيمتها على 3 مليارات دولار في مرحلة التنفيذ النشطة»، مشيراً إلى بناء مجمع «أبوظبي بلازا» في العاصمة أستانا، باعتباره أكبر مشروع استثماري ثنائي، بتكلفة 1.6 مليار دولار أميركي. الفن الشعبي الكازاخي وتطرق للتعاون الثقافي والإنساني بين البلدين، ونوه بمشاركة ممثلي الفن الشعبي الكازاخي بانتظام في مهرجان الشيخ زايد، وهو مهرجان ثقافي ترفيهي عالمي يهدف إلى توسيع التعاون الثقافي بين الدول المختلفة، وتعريف سكان الإمارات بالتراث الوطني والثقافي لمختلف شعوب العالم، وحرفهم وفنونهم وإبداعهم، منوهاً بأن عام 2018 شهد توقيع اتفاقية تعاون ثقافي بين وزارة الثقافة والرياضة في كازاخستان ووزارة الثقافة والشباب في الإمارات، إلى جانب توقيع مذكرة تعاون في مجال السياحة بين الجانبين في سبتمبر 2022. فيما تم إطلاق موقع إخباري وتطبيق ذكي خاص بالعلاقات العربية الكازاخية، يتناول جميع القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية التي تهم الجانبين، وذلك على هامش المؤتمر الصحفي.