تظاهر عشرات الصيادين الفلسطينيين في مدينة غزة اليوم (الأحد)، رفضا لقيود تفرضها إسرائيل على عملهم في صيد الأسماك قبالة شواطئ القطاع. ورفع المشاركون في التظاهرة التي نظمتها نقابة الصيادين ومؤسسات حقوقية تنشط في غزة، في مرفأ (ميناء غزة البحري)، الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو المجتمع الدولي لرفع الحصار البحري عن القطاع وتوفير الحماية للصيادين. وقال نقيب الصيادين نزار عياش خلال التظاهرة، إن زوارق البحرية الإسرائيلية "تحاصر الصيادين في عرض البحر وتلاحقهم وتصادر مراكبهم وتحتجز أكثر من 27 حسكة (قارب صغير)، و60 محركا خاصة بتلك الحسكات". واتهم عياش، السلطات الإسرائيلية بتعمد استهداف الأمن الاقتصادي للمجتمع الفلسطينية، عبر ملاحقة شريحة الصيادين وحرق وإعطاب مراكب الصيد وتخريبها. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية عقب انتهاء موجة التوتر الأخيرة لا زالت تستهدف الصيادين وتمنعهم من العمل في البحر، لافتا إلى أن هناك 1000 قارب يعمل عليها نحو 4500 صياد. ودعا عياش، الوسيط المصري، والذي قام برعاية اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل الشهر الماضي، والجهات العربية والدولية لدعم ومساندة الصيادين وتنفيذ مشاريع تعزز من صمودهم. وكانت إسرائيل سمحت لأول مرة في 25 مايو الماضي بفتح مسافة الصيد قبالة بحر القطاع من شماله إلى جنوبه لمسافة 6 أميال بعد أسبوعين من الإغلاق بسبب موجة التوتر في غزة وإطلاق البالونات الحارقة باتجاه جنوب أراضيها. ويشكو الصيادون من أن قوات البحرية الإسرائيلية تلاحق مراكب الصيد على مسافة تقل عن 3 أميال بحرية وتحرمهم من الصيد عبر إطلاق النار والاستهداف المتكرر بأساليب مختلفة. يأتي ذلك فيما حذر تقرير اقتصادي، من أن مواصلة إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد بين غزة وإسرائيل سيؤدي إلى "خسائر فادحة للتجار والمستوردين نتيجة عدم تمكنهم استلام بضائعهم من الخارج". وقال تقرير صدر عن غرفة تجارة وصناعة غزة تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن إغلاق المعبر منذ أكثر من شهر أدى لحرمان غزة من دخول حوالي 6500 شاحنة من الأصناف المسموح دخولها إلى القطاع. وأفاد التقرير، بأن أكثر من 300 شاحنة محملة بالبضائع والخضراوات تم منع تصديرها إلى الضفة الغربية والدول العربية والأوروبية بسبب توقف التصدير بشكل كامل ما أدى لانخفاض غير مسبوق في أسعار المنتجات الزراعية في أسواق القطاع. وأشار إلى أن إغلاق المعبر المستمر تسبب بنقص حاد في المواد الخام الأولية اللازمة للقطاعات الصناعية المختلفة المتوقع توقف بعض منها في القريب حال استمرار الإغلاق لأكثر من ذلك. ودعا التقرير، المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط الحقيقي على إسرائيل من أجل فتح كافة معابر قطاع غزة أمام حركة الأفراد والبضائع والعمل على إنهاء الحصار بشكل فوري لـ "تجنيب غزة كارثة اقتصادية واجتماعية وصحية". وسمحت إسرائيل بعمل معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة بشكل استثنائي لإدخال معدات طبية ومساعدات إنسانية، وذلك منذ إغلاقه قبل بدء جولة التوتر الأخيرة مع الفصائل الفلسطينية في العاشر من الشهر الماضي. وأعلنت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في 21 من الشهر الماضي، لإنهاء جولة قتال هي الأعنف منذ عام 2014، خلفت أكثر من 250 قتيلا فلسطينيا و13 قتيلا في إسرائيل.
مشاركة :