استضافة الدوحة يوم الثلاثاء القادم اجتماعا غير عادي لوزراء الخارجية العرب لبحث موضوع سد النهضة وتداعياته ، والأوضاع فى منطقة القرن الإفريقي ومن المقرر أن يطلع وزيرا خارجية مصر والسودان الوزراء المجتمعين على آخر تطورات الأزمة وجهود البلدين لحلها عبر مسار التفاوض .! إجتماع هام دون شك ، أتمنى أن يتسم بالمصارحة والشفافية ووضع النقاط على الحروف .! وأن يتم استغلاله بشكل يدعم مصر والسودان في هذه الأزمة الوجودية . وليس فقط إصدار قرارات لإبراء الذمة دون أن تكون هناك رغبة حقيقية وقدرة علي تنفيذها . كما أرجو ألا نبالغ فى رفع سقف توقعاتنا من هذا الإجتماع وما سيسفر عنه .! مسارات الأزمة تزداد سخونة وتعقيدا ، ومن الحكمة السعي للاستفادة بكل ما لدينا من أوراق ، وبكل ما يتم من أنشطة ومبادرات . وعلى أن يكون يقيننا قبل كل ذلك وبعده هو عدالة قضيتنا وأننا راغبون وقادرون على حماية مصالحنا بأنفسنا أولا ومتمسكون بالدفاع عن حقنا المشروع فى الحياة والبقاء وبكل الطرق والوسائل . رئيس جيبوتي التى زارها السيد الرئيس منذ أيام قليلة فقط أكد على عمق ومتانة علاقات بلاده بإثيوبيا ، وأن تلك العلاقات لا يمكن أن تتأثير بأية عوامل أو مؤثرات خارجية ، مع توقيع البلدين اتفاقيات تعاون عسكري وغير ذلك . سد النهضة هو فقط قمة جبل الجليد التي تظهر فوق مياه المحيط . وفى أعماق المياة يرسخ معظم الجبل وستنحسر عنه المياه حتما وربما فى زمن أقصر من كل حساباتنا . المزيد من السدود الإثيوبية في الطريق . وخطوة مناقشة حصص المياه بين دول حوض النيل والتي رفضتها مصر والسودان في اتفاق عنتيبي وقبل ذلك .. بدأت تتبلور مجددا بدعوة من أوغنده وإيعاز وضغط من إثيوبيا وآخرين .! وعلينا أن نستعد لتطورات متسارعة ليس فقط فيما يتعلق بسد النهضة ، بل وعلى مستوي العلاقات مع دول حوض النيل التى يتعاطف وينحاز معظمها لإثيوبيا .! أدعو مجددا لتوسيع دائرة الإستشارات والمشاركة لتضم المزيد من خبراء ومتخصصي هذا الوطن فى كل المجالات المرتبطة بالمياه والسدود والعلاقات مع دول حوض النيل .. وهم كُثُر . فالقادم أصعب .
مشاركة :