بروكسال - أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفاؤلا بعد أول محادثات مباشرة بينهما الاثنين رغم أنهما لم يعلنا تحقيق انفراجة كبيرة في العلاقات بين الدولتين الحليفتين اللتين توجد بينهما خلافات حول الأسلحة الروسية وسوريا وليبيا وقضايا أخرى. وقال بايدن في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع في بروكسل "عقدنا اجتماعا إيجابيا ومثمرا، كثير منه بيني وبينه". ومضى قائلا "سيواصل فريقانا المناقشات وأثق بأننا سنحرز تقدما حقيقيا بين تركيا والولايات المتحدة". ووصف أردوغان محادثاته مع الرئيس الأميركي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل بأنها كانت "بناءة وصادقة". وقال "نعتقد أنه لا توجد مشاكل في العلاقات الأميركية التركية وأن مجالات التعاون بالنسبة لنا أهم وأكبر من المشكلات". وتميزت العلاقات الشخصية بين اردوغان وبايدن بالتوتر حتى قبل تسلم الرئيس الاميركي لمنصبه حيث انه دائما ما يصف الرئيس التركي بالمستبد منتقدا تراجع تركيا في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان. وعلى الرغم من نبرتهما المتفائلة على الملأ لم يقدم أي منهما أي تفاصيل حول الكيفية الحقيقية التي سيصلحان بها العلاقات كما لم يطرحا الخطوات التي ستساعد في تخفيف التوترات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي. وأثارت تركيا التي لها ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي غضب شركائها في التحالف العسكري الغربي بشرائها صواريخ أرض-جو روسية وتدخلها في الحرب في سوريا وفي ليبيا. كما تتنازع مع اليونان وقبرص على مناطق في شرق البحر المتوسط. وفي منصبه الرئاسي، تبنى بايدن لهجة تجاه أردوغان أكثر فتورا من لهجة الرئيس السابق دونالد ترامب واعترف بأن المذابح التي تعرض لها الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية عام 1915 بأنها إبادة جماعية وهو ما أثار غضب تركيا كما صعد من انتقاداته لسجل تركيا في مجال حقوق الإنسان. واستبعدت واشنطن بالفعل أنقرة من برنامج الطائرات المقاتلة إف-35 وفرضت عقوبات على تركيا ردا على شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية إس-400. ومثلت أفغانستان أحد المجالات التي كان أردوغان يأمل في إبراز دور تركيا الرئيسي فيها في حلف شمال الأطلسي حيث عرضت أنقرة حراسة مطار كابول وتشغيله بعد انسحاب القوات الأميركية وحلف الأطلسي في الأسابيع المقبلة. وقال رئيس الحلف ينس ستولتنبرج إن تركيا ستؤدي دورا رئيسيا لكن لم يتم اتخاذ قرار خلال قمة الاثنين. وفي بداية الجلسة الرئيسية للزعماء في حلف الأطلسي، تحدث بايدن مع أردوغان مطولا في مجموعة صغيرة قبل الجلوس على مقعديهما. وفي وقت لاحق الاثنين كان الصمت يخيم في الأساس على الزعيمين وكبار مساعديهما على طاولة خلال المؤتمر وتجاهلوا الأسئلة التي طرحها الصحفيون الذين تمت دعوتهم لفترة وجيزة إلى الغرفة. والتقى أروغان بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وتدور خلافات بين أنقرة وباريس حول سوريا وليبيا والانتقادات التركية للحرب ضد ما يسميها ماكرون الانفصالية الإسلامية وقضايا أخرى. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي بعد ذلك "أكد الرئيس أردوغان خلال اجتماعنا رغبته في رحيل المرتزقة الأجانب والميليشيا الأجنبية التي تعمل على الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن".
مشاركة :