روما - لم يظفر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد بما كان يمني به النفس خلال لقاء هو الثاني الذي يجمعه بنظيره الأميركي جو بايدن في خضم توترات لم تهدأ بين العضوين في حلف شمال الأطلسي، حيث ابلغه الأخير بأن طلبه شراء مقاتلات اف-16 يجب أن يمر بعملية دقيقة في الولايات المتحدة وأبدى رغبته في حل الخلافات بين البلدين على نحو فعال. وكان بايدن يشير إلى أمرين أولهما أن صفقة اف 16 لتعويض تركيا عن صفقة شراء مقاتلات اف 35 المجمدة، تحتاج إلى موافقة الكونغرس الأميركي بينما يتصاعد غضب معظم النواب الديمقراطيين والجمهوريين من سلوك الرئيس التركي ونهجه العدواني وتماديه في تجاهل الولايات المتحدة. ويتعلق الأمر الثاني بسجل تركيا في حقوق الإنسان حيث تبلغ القمع والتضييق على الحريات، ذروته منذ تولي أردوغان الرئاسة وخاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف العام 2016 وهو أيضا ملف خلافي لم يحسم بعد في ظل استمرار الرئيس التركي في سياساته. وناقش بايدن وأردوغان طلب تركيا شراء طائرات إف-16 مقاتلة وهو ما يعارضه المشرعون الأميركيون بسبب شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية. وقال المسؤول الكبير بالإدارة "الرئيس (بايدن) تفهم.. رغبته (أردوغان) في حيازتها (مقاتلات إف-16) لكنه أوضح بجلاء أن ثمة عملية يتعين علينا المرور بها في الولايات المتحدة وأبدى التزامه بمواصلة.. العمل من خلال تلك العملية". وبعد أيام من تجنب البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي الدخول في أزمة دبلوماسية بسبب الناشط ورجل الأعمال المسجون عثمان كافالا، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحفيين إن بايدن وأردوغان عقدا اجتماعا لمدة 70 دقيقة على هامش قمة مجموعة العشرين في روما أثار خلاله بايدن أيضا قضية حقوق الإنسان. وكان مسؤول آخر بالإدارة الأميركية قال أمس السبت إن بايدن سيحذر أردوغان من أن أي أعمال "متهورة" لن تعود بالنفع على العلاقات الأمريكية التركية وسينبهه إلى ضرورة تجنب الأزمات بعدما هدد الرئيس التركي بطرد السفير الأميركي لدى أنقرة وغيره من المبعوثين الأجانب لمطالبتهم بإطلاق سراح كافالا. وسحب أردوغان لاحقا تهديده بطرد المبعوثين. وقال البيت الأبيض في بيان بعد اللقاء "الرئيس بايدن عاود التأكيد على شراكتنا الدفاعية وأهمية تركيا كشريك في حلف شمال الأطلسي، لكنه أشار إلى المخاوف الأميركية بشأن حيازة تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي إس-400". وأضاف "كما شدد على أهمية المؤسسات الديمقراطية القوية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون بالنسبة للسلام والرخاء". وقالت الرئاسة التركية في بيان إن الزعيمين بحثا الخطوات اللازمة لتعزيز التجارة والعلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة خلال اجتماع وصفه مسؤول تركي كبير بأنه عُقد في "أجواء إيجابية للغاية". وجاء في البيان "عبّر الزعيمان عن التزامهما المشترك بمواصلة تعزيز العلاقات التركية الأميركية واتفقا على وضع آلية مشتركة لهذا الغرض"، مضيفا "أكدا على أهمية حلف شمال الأطلسي والشراكة الإستراتيجية". وتوترت العلاقات بين أنقرة وواشنطن في السنوات الأخيرة بسبب خلافات سياسية بشأن سوريا وشراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية إس-400 وحقوق الإنسان وقضايا قانونية. ووقف بايدن وأردوغان أمام المصورين لالتقاط صور لهما قبل محادثاتهما اليوم الأحد. وسئل الرئيس الأميركي عما إذا كان يعتزم بيع طائرات إف-16 لتركيا، فقال إنه وأردوغان "يخططان لإجراء محادثات مجدية".
مشاركة :