روسيا تحشد بريا في سوريا وتواصل غاراتها وتنتظر نقل عملياتها للعراق

  • 10/7/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج امس إن هناك تقارير تتحدث عن حشد عسكري روسي كبير في سوريا يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط، مضيفا «يمكنني أن أؤكد أننا شهدنا حشدا كبيرا للقوات الروسية في سوريا (قوات جوية ودفاعات جوية وأيضا قوات برية)، وشهدنا أيضا زيادة في الوجود البحري»، وواصلت روسيا غاراتها على سوريا وقصفت طائراتها مواقع لداعش في حلب وتدمر، وتتجه روسيا للمزيد من التدخل العسكري في سوريا بعد أن لمحت إلى من وصفتهم بـ «متطوعين» يستعدون للذهاب إلى هناك للقتال في صفوف القوات النظامية، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي قولها إن بلادها ستبحث توسيع نطاق ضرباتها الجوية ضد المتشددين في سوريا بحيث تشمل العراق إذا تلقت طلبا بذلك من بغداد، مشيرة الى أن روسيا لم تتلق حتى الآن مثل هذا الطلب من الحكومة العراقية، فيما واشنطن تتجه نحو التصعيد في سوريا بتسليح 5 الاف معارض لعزل الرقة، وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ امس ان انتهاك روسيا للمجال الجوي التركي «لم يكن عرضيا» في اشارة الى حادثين وقعا في نهاية الاسبوع الماضي بين طائرات حربية روسية وتركية قرب الحدود السورية، واضاف خلال مؤتمر صحفي في بروكسل ان «هذا ليس عرضيا، انه انتهاك خطير» للمجال الجوي داعيا الى «عدم تكرار الأمر»، واستدعت تركيا السفير الروسي في انقرة للمرة الثانية في يومين «للاحتجاج بشدة» بعد قيام مقاتلة روسية مجددا بانتهاك مجالها الجوي بالقرب من الحدود السورية كما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية امس. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه «لقد تم استدعاء السفير الروسي للمرة الثانية الاثنين للاحتجاج بشدة على انتهاك آخر للمجال الجوي التركي الأحد»، بعد اعلان أنقرة عن إقدام طائرة ميغ-29 مجهولة عن مضايقة اثنتين من طائراتها الحربية في اثناء دورية. وحذرت تركيا السفير الروسي بان حوادث مماثلة يجب الا تحصل والا فان «روسيا ستتحمل المسؤولية». غارات على تدمر وشنت الطائرات الروسية للمرة الاولى منذ بدء غاراتها في سوريا ضربات جوية استهدفت مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش. ونقل التلفزيون الحكومي السوري عن مصدر عسكري ان «القوات الجوية الروسية بالتعاون مع القوات الجوية السورية استهدفت تنظيم داعش في مدينة تدمر ومحيطها، ما أدى الى تدمير عشرين عربة مصفحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ». وتأتي هذه الضربات، وهي الاولى على تدمر منذ بدء روسيا الاربعاء الماضي شن غارات جوية في سوريا، بعد الاعلان عن تفجير التنظيم الاحد قوس النصر الأثري الشهير في المدينة المدرجة على قائمة منظمة يونيسكو للتراث العالمي. حصار الساحل وتتجه روسيا للمزيد من التدخل العسكري في سوريا بعد أن ألمحت إلى من وصفتهم بـ «متطوعين» يستعدون للذهاب إلى هناك للقتال في صفوف القوات النظامية. ورجح رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي الأميرال فلاديمير كومويدوف أن يسافر «المتطوعون الروس» الذين شحذوا مهاراتهم القتالية في أوكرانيا قريبا إلى سوريا. وأشار كومويدوف لوكالة إنترفاكس للأنباء إلى احتمال استخدام أسطول البحر الأسود الروسي لحصار أجزاء من الساحل السوري إذا اقتضت الضرورة أو لقصف الجماعات التي وصفها بالمتطرفة على الأراضي السورية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه لا توجد حاجة في الوقت الحالي لاستخدام قوة النيران البحرية لأن من أسماهم المتطرفين يتواجدون بعيدا عن المناطق الساحلية. وكان كومويدوف يعلق على تقارير إعلامية أفادت بأن بعض المتطوعين الروس الذين قاتلوا فيما سبق في صفوف المقاتلين المدعومين من الكرملين في شرقي أوكرانيا رصدوا يقاتلون مع القوات النظامية السورية. ونقلت إنترفاكس عن تقارير إعلامية لم تحددها قولها إن المتطوع يمكن أن يجني خمسين دولارا في اليوم. وكان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف قال لمحطة إذاعية روسية الجمعة إنه مستعد لإرسال قوات شيشانية إلى سوريا للقيام «بعمليات خاصة» إذا وافق الرئيس فلاديمير بوتين. تصعيد أمريكي من جهتها، تستعد وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون لفتح جبهة واسعة شمال شرق سوريا عبر دعم مقاتلين أكراد وفصائل سورية معارضة وتسليحهم لزيادة الضغط على «داعش» ومحاولة التقدم في اتجاه الرقة من دون محاولة دخولها، وذلك سعياً الى عزلها وتقليص خطوط الامداد وطرق التهريب بين شمال سوريا وتركيا. ووضع الخطة الاميركية الجديدة بدأ قبل التدخل الروسي في سوريا، ولكن الرئيس الاميركي باراك أوباما بدا واضحا الاسبوع الماضي أن الحملة الاميركية ضد «داعش» لن تتأثر بالغارات الروسية، لذا سيكون الجانبان أمام اختبار جدي لتجنب حصول مواجهات غير متعمدة بينهما. ونقلت صحيفة «النيويوك تايمز» عن مسؤولين في الادارة الاميركية أن أوباما وافق الاسبوع الماضي على خطوتين مهمتين لاطلاق هجوم في الاسابيع المقبلة، وأوعز الى «البنتاغون» للمرة الاولى تزويد قوات المعارضة السورية على الأرض ذخائر وربما أسلحة، كما أيد الرئيس فكرة تكثيف الحملة الجوية من قواعد جوية في تركيا، وإن كانت تفاصيل مهمة في الخطة لم تنجز بعد.

مشاركة :