تتعرض بعض اللغات الحية هذه الأيام للانقراض؛ إما بسبب قلة السكان الذين يتحدثون بها؛ نتيجة حروب، أو حملات إبادة جماعية، أو كوارث طبيعية، أو لوجود بعد سياسي يقف وراء اختفائها. وتقف على أعتاب الانقراض سبع لغات، ومنها لغة «نيجراب»، التي يتحدث بها السكان المحليون من أبناء نيجيريا، هي أولى اللغات التي أوشكت على الانقراض؛ بفضل حلول الإنجليزية محلها، وكذلك لوجود لغتين محليتين أخريين، هما «أدوما»، و«يوربا». ولم يعد يتحدث بلغة «نيجراب»، سوى أربعة أشخاص، ولا يوجد أي من الأجيال الجديدة يتحدثون بها. وتأتي في المرتبة التالية لغة «باتوان»، وهي اللغة الأم لقاطني غرب الولايات المتحدة الأمريكية، ومازالت قبيلة واحدة تتحدث بها تسمى قبيلة «باتوان» أيضا، وتعيش تحديدا في غرب سان فرانسسكو. وتجري محاولات مضنية، منذ عام 2010؛ لتجميع مفردات هذه اللغة في كتاب يعده مركز الدراسات التاريخية الأمريكي. وفي الترتيب الثالث تأتي اللغة البازية، وهي لغة سكان تايلاند الأصليين، ومشتقة من لغة «أسترونيزية»، ولم يبق من المتحدثين الأصليين بها، سوى امرأة واحدة في سن 103 سنوات؛ لذا جمعت 200 طالب وحاولت تعليمهم اللغة سريعا قبل أن تموت. وبالانتقال إلى اليابان سنجد أن هناك لغة تسمى لغة «أنيو»، وهي لغة سكان جزيرة «هوكايدو»، ثاني أكبر جزر اليابان، وهي مهددة بالاختفاء إذ لم يتبق سوى 300 شخص فقط يتحدثون بها، منهم 15 يجيدونها بطلاقة، لكن الحكومة اليابانية بدأت جهودا جادة لإحيائها وإنقاذها من الانقراض. وفي أمريكا الجنوبية توجد لغة «شامكيرو»، التي يتحدث بها أبناء القبيلة التي تحمل الاسم ذاته، وتعيش على نهر «هوالاجا» في «بيرو». وبالرغم من أن مفردات هذه اللغة جُمعت في قاموس، فإن الأجيال الجديدة ترفض التحدث بها، وتجدها صعبة، مستعيضين عنها بالإسبانية. وتوجد أيضا لغة «كيرانتي»، وهي اللغة الأصلية لسكان «نيبال»، ولم يتبق ممن يتحدثونها سوى ثمانية أشخاص؛ مما جعل قبيلة «تبيتو بارمان»، وهي العائلة التي ينتمي إليها الثمانية المذكورين، تضع كتابا يضم مفردات اللغة، وقواعد النحو والصرف الخاصة بها. وفي النهاية نجد لغة «بيلاشيو»، وهي اللغة الأم لأهالي الأرجنتين، وكانت تتحدث بها القبائل هناك، وأدى الاستعمار الإسباني إلى انحسارها، ولم يعد هناك من يتحدث بها الآن، لكن لم يتم وضع قاموس أو كتاب لمفرداتها.
مشاركة :