كشفت مصادر لـ»المدينة» عن تفاصيل جديدة في حادثة إقدام مواطن على قتل ابنه وابنته ومن ثم الانتحار بمكة، وأوضحت أن المنتحر كان على خلاف مع زوجته التي كانت تطالب بالطلاق وتقدمت بدعوى لدى المحكمة العامة تطالب فيها بالطلاق وإسناد حضانة ابنيها لها، خاصة في ظل حالة عدم الالتزام التي كان يعيشها الأب، وقبل موعد النظر في الدعوى أقدم الزوج على فعلته. وأشارت المصادر إلى أن الجاني كان قد نشب بينه وجيرانه خلاف كبير تم توقيفه بسببه عدة أيام حتى تم إطلاق صراح بكفالة وتنازل جيرانه، فيما تعرضت الأم لانهيار شديد وصدمة عصبية بعد ما علمت بما حدث لابنيها ونقلت على إثر ذلك للمستشفى للعلاج. وخيَّمت حالة من الحزن على حي جبل النور القديم بعد إقدام أحد السكان في العقد الثالث من العمر على قتل ابنه وابنته ثم الانتحار من خلال إطلاق النار على نفسه. وأكدت الدكتورة هانم ياركندي أستاذة الصحة النفسية بجامعة أم القرى سابقا على أهمية إخضاع الأم لجلسات مكثفة لإزالة آثار الصدمة العصبية الكبيرة التي تعرضت لها وهول الفاجعة التي حلت بها حتى تعود إلى وضعها الطبيعي مشددة على أهمية وقوف أسرتها معها والأخذ بيدها وتذكيرها بأهمية الإيمان بالقضاء والقدر والصبر والاحتساب. وعن الأسباب النفسية التي دفعت الزوج لارتكاب هذه الجريمة، أوضحت ياركندي أنه من الواضح أنه يعاني من حالة اكتئاب شديدة واعتلالات نفسية ولم يجد من يأخذ بيده ويساعده على العلاج، مشيرة إلى أن الإنسان يتكون من نفس وجسد فكما يتعرض الجسم للأمراض تتعرض النفس للاعتلالات، ويجب علاجها لكن غياب الثقافة النفسية عن مجتمعاتنا العربية مع الأسف يجعل الكثيرين يعزفون عن العلاج النفسي ويعتبرون المريض النفسي مجنونا، وهذا غير صحيح بالمرة ويحتاج إلى التوعية والتثقيف ورفع مستوى الوعي لدى فئات المجتمع المختلفة. وفي مبادرة من الدكتورة هانم ياركندي أعربت عن استعدادها للتواصل مع الزوجة المكلومة وأهلها وبدء جلسات لإزالة آثار الصدمة.
مشاركة :