أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم (الثلاثاء)، خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في منطقة باب العامود شرق مدينة القدس، احتجاجا على "مسيرة الأعلام" اليهودية في المدينة، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن قوات الشرطة الإسرائيلية وفرق الخيالة "اعتدت" بالعصي والهراوات والمياه العادمة على شبان فلسطينيين تواجدوا في منطقة باب العامود قبل أن تقوم بإبعادهم منها لإفساح المجال أمام مسيرة الأعلام. وأضافت المصادر أن الشرطة أغلقت جميع المداخل المؤدية إلى منطقة باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس ومنعت الدخول إلى المنطقة أو الخروج منها، فيما هتف الفلسطينيون عبارات (بالروح بالدم نفديك يا أقصى). وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس، بإصابة 33 فلسطينيا خلال مواجهات مع قوات الشرطة في محيط البلدة القديمة بالقدس نقل 6 منهم إلى مستشفى (المقاصد) لتلقي العلاج فيما تم التعامل مع البقية ميدانيا. وذكر الناشط المقدسي خالد زبارقة من المنطقة لـ ((شينخوا))، أن الشرطة الإسرائيلية أغلقت باب العامود بشكل كامل وسط تعزيزات عسكرية كبيرة في المنطقة، بالإضافة إلى إغلاق عدد من المتاجر. واعتبر زبارقة، أن "تنظيم مسيرة الأعلام في ظل هذه الأجواء وتفريغ المنطقة من الفلسطينيين دليل أن إسرائيل تفقد السيادة والشرعية على القدس، وأن حق الفلسطينيين في القدس ثابت ولا أي شرعية لها". وأفادت الشرطة الإسرائيلية بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن قواتها اعتقلت 10 فلسطينيين من منطقة باب العامود بحجة "الإخلال بالنظام العام". وتمكن مئات اليهود من الوصول إلى منطقة باب العامود في شرق القدس في ساعات عصر اليوم يحملون الأعلام الإسرائيلية وأدوا "رقصة الأعلام" وهتفوا "الموت للعرب" بتأمين كامل من قوات الشرطة الإسرائيلية، بحسب ما نشرت صحيفة (هأرتس) الإسرائيلية. وقال عضو الكنيست (البرلمان)، عن حزب الصهيونية اليهودية إيتمار بن غفير للصحفيين أثناء مشاركته في المسيرة "هذا يوم عيد في القدس، نحن هنا لنقول لـ (حركة المقاومة الاسلامية) حماس أننا أصحاب المكان في القدس". بدوره قال ماتان بيليج، أحد منظمي المسيرة لـ ((شينخوا))، إن "المسيرة بالأعلام عمل فخر، وثبت سيادتنا هنا وان إسرائيل قد تأسست حقًا للشعب اليهودي"، مضيفا "لقد تلقت المسيرة هذا العام زخما مهمًا". في المقابل وقف عدد من الشبان والنسوة الفلسطينيات يهللون ويكبرون ويرفعون إشارة النصر وقامت إحدى الفلسطينيات برفع العلم الفلسطيني، جرى "الاعتداء" عليها من قبل عناصر شرطية. وتزامنا مع ذلك جرت تظاهرات غاضبة في قطاع غزة والضفة الغربية، رفضا لمسيرة الأعلام اليهودية بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية التي تضم كافة الفصائل الفلسطينية. ورفعت في التظاهرات التي نظمت في مراكز المدن، الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على الوحدة الفلسطينية وتندد بالإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وشارك مئات الفلسطينيين في تظاهرة رئيسية وسط مدينة غزة قرب مباني دمرت بفعل غارات إسرائيلية خلال موجة التوتر الأخيرة الشهر الماضي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف في كلمة باسم الفصائل، إن القدس تتعرض لمخاطر "تهويدية بتطبيق سياسة التطهير العرقي والتهجير وإغراقها بالمستوطنين". وذكر خلف، أن خطة الحكومة الإسرائيلية الجديدة تقوم على نقل الوزارات والمؤسسات الحيوية إلى القدس "لتكريسها عاصمة عصرية لدولة الاحتلال وتعزيز البناء الاستيطاني فيها". كما جرى تنظيم تظاهرات احتجاجية مماثلة في مراكز مدن ومخيمات وأحياء بقية مناطق قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة وتديره حركة حماس منذ عام 2007. وحرق متظاهرون العلم الإسرائيلي وصور رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت. وقرب السياج الفاصل مع إسرائيل اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي بعد توافد عشرات المتظاهرين إلى المناطق الحدودية وإشعال إطارات السيارات وإطلاق قنابل صوتية وزجاجات حارقة. وردت القوات الإسرائيلية خلف السياج على المتظاهرين الذين استهدفوها بالحجارة، بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أسفر عن إصابة عدد منهم بجروح وحالات اختناق. وجاءت التظاهرات الشعبية الغاضبة بدعوة من "الهيئة الوطنية لمسيرات العودة الشعبية"، التي تضم فصائل فلسطينية ومؤسسات حقوقية والوحدات الشبابية التابعة لها. كما شهدت المناطق الشرقية لغزة منذ ساعات الصباح إطلاق نشطاء فلسطينيين عشرات البالونات الحارقة تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، احتجاجا على المسيرة الإسرائيلية، ما أدى لنشوب عدة حرائق بالأراضي الزراعية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أن أكثر من 11 حريقا شب في المنطقة المحيطة بغزة، معظمها اندلعت بسبب إطلاق بالونات حارقة من القطاع، مشيرة إلى تعزيز "فرقة غزة" بسرية تتخصص بإطفاء الحرائق. وأفادت الإذاعة، بأن عشرات الشبان تجمهروا قرب السياج الأمني وقام عدد منهم بأعمال شغب بالمساس بالسياج الأمني، مشيرا إلى أن قوات الجيش تتصدى لهم مستخدمة وسائل لتفريق المظاهرات. وقالت القناة الـ 12 الإسرائيلية، إن إسرائيل تنوي الرد على إطلاق البالونات الحارقة من غزة، وان مؤسسة الجيش تناقش وقت وطبيعة الرد. وقرر الجيش الإسرائيلي تحويل مسار الطيران فوق مطار (بن غوريون) بسبب مخاوف من إطلاق الصواريخ من القطاع. كما خرجت مظاهرات منددة بالممارسات الإسرائيلية في القدس التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لهم في عدة مدن في الضفة الغربية أبرزها رام الله والبيرة والخليل وبيت لحم. وأكد عصام بكر منسق القوى الوطنية والإسلامية بمدينة رام الله لـ ((شينخوا))، أن "العلم الشرعي والوحيد الذي يرفع في القدس هو علم فلسطين فقط". وشدد بكر، على أن الشعب الفلسطيني "لن يقبل بعزل القدس عن محيطها الفلسطيني والعربي والإسلامي وهي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة". من جهته اعتبر نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) صبري صيدم، أن تنظيم مسيرة الأعلام محاولة من إسرائيل للبحث عن صورة انتصار لها مهما كلفها ذلك من ثمن". وقال صيدم للصحفيين في رام الله، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت بسماحها للمسيرة بدخول المناطق العربية رسالة "للتأكيد على أن إسرائيل صاحبة اليد العليا وتجسيد رؤية للمستوطنين أنهم أصحاب الأرض". بموازاة ذلك توجه عدد من المتظاهرين إلى مناطق التماس مع قوات الجيش الإسرائيلي، حيث اندلعت مواجهات استهدف فيها الشبان القوات الإسرائيلية بالحجارة، فيما ردت بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الغازية. وأفادت مصادر طبية فلسطينية لـ ((شينخوا))، بأن عددا من المتظاهرين أصيبوا بجروح وحالات اختناق جرى التعامل معهم ميدانيا من قبل الطواقم الطبية. وكان مقررا تنظيم مسيرة الأعلام فيما يسمى يوم "توحيد القدس" أي ذكرى احتلال إسرائيل الشطر الشرقي منها، في العاشر من مايو الماضي غير أنه تم إلغاؤها إثر إطلاق فصائل فلسطينية قذائف صاروخية على المدينة. ودفع ذلك إلى تصعيد عسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة استمر 11 يوما وأسفر عن مقتل 254 فلسطينيا في مقابل مقتل 13 شخصا في إسرائيل، بحسب إحصائيات فلسطينية وإسرائيلية رسمية.
مشاركة :