طارق الشناوي يكتب: ناصر يحمل رسالة لإسماعيل ياسين!

  • 6/16/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هل ما أذكره يقينًا هو الحقيقة، لا توجد أى دلالة مؤكدة، ولكننا نتداولها كما هى ونكررها أيضًا كما هى، فى اللقاء الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدد من الفنانين، وأتصوره اللقاء الأخير والوحيد الذى حضره نور الشريف، طلب نور الكلمة وأتاحها له الرئيس، ورغم بداية الحالة المرضية لنور، إلا أنه كان حاضر الذهن، فذكر واقعة جمال عبدالناصر وملك المغرب الأسبق محمد الخامس، عندما زار ناصر المملكة وفى طريقه من المطار للقصر، اقتحم الموكب مواطن بسيط قال لناصر: (لما ترجع مصر سلم لى على إسماعيل ياسين). الدلالة قطعًا واضحة، كما أن التوقيت نهاية الخمسينيات فى عز نجومية وشعبية (سُمعة)، وهى تحمل قطعًا تقديرًا لأهمية القوة الناعمة، قبل حتى أن يتم استخدام هذا التعبير، وهو ما أراد قطعًا نجمنا الكبير الراحل أن تصل من خلاله رسالته للرئيس، ولكن هل تلك حقيقة مؤكدة؟ حاولت أن أمسك بأى مرجع تاريخى يؤكدها لم أجد، ولكنها ظلت فى الحياة تتردد على مدى أكثر من ستين عامًا، ولم يتشكك حتى الآن فى صدقها أحد. واقعة أخرى متعلقة هذه المرة بالرئيس اللبنانى الأسبق بشارة الخورى، أول رئيس بعد الاستقلال عام 1943، عندما كان يحدث خلط بينه وبين الشاعر بشارة الخورى (الأخطل الصغير)، كما كانوا يلقبونه، ومن أشهر قصائده المغناة (جفنه علم الغزل) لمحمد عبدالوهاب، عندما تكرر هذا الخطأ أكثر من مرة، قال فى أحد الاجتماعات إن الشاعر هو الأبقى، إنه ستنتهى رئاسته بعد دورة أو اثنتين، بينما الشاعر بشارة الخورى سيظل فى الوجدان، حاولت أيضًا أن أستوثق من صدقها، وجدتها فقط حكاية شائعة، رغم أنها غير مستبعدة لأن بشارة الخورى الرئيس كان لديه حس أدبى. الواقعتان قطعًا محتملتان، ومن هنا كانت التربة صالحة لنرددهما، ويبقى من كل هذه الحكايات الدلالة والظلال. الفن عابر للحدود وللتاريخ وللثقافات، وهو قادر على اقتحام الوجدان، ومن يريد أن يعانق النجاح الجماهيرى لا يُغفل أبدًا دور الفنان، ومن هنا مثلًا أرى ما يجرى الآن فى الإعداد له من خلال القيادات المصرية والتونسية للتوأمة الثقافية هذا العام بين البلدين الشقيقين. العديد من الحكايات الموثقة تؤكد أهمية دور الفن، مثلًا فى بداية ثورة 23 يوليو عندما أراد أحد الضباط الصغار الذى تولى مسؤولية الإشراف على الإذاعة مصادرة أصوات بحجم أم كلثوم وعبدالوهاب بحجة أنهما غنيا للملك فاروق، وعاشا تحت مظلة العهد الملكى، فأعادهما عبدالناصر قائلًا: (إذن نصادر النيل والأهرام لأنهما أيضًا تواجدا فى العهد الملكى). وعندما تلقى توفيق الحكيم هجومًا ضاريًا، واتُّهم بسرقة (حمار الحكيم) من كتاب (أنا وحمارى) للإسبانى خوان رامون خيمينيث، وكان يقود الحملة الناقد الأدبى الكبير أحمد رشدى صالح، فقرر الرئيس تكريم الحكيم فتوقفت الضربات. تدخل الرئيس أيضًا لكى تُمنح جائزة الدولة التقديرية لأم كلثوم، عام 1966، عندما قالت اللجنة التى شكلتها وزارة الثقافة إنها ليست مبدعة، فهى لا تكتب ولا تلحن، وأغفلوا أن الإبداع أيضًا فى الصوت. كل ما ذكرته حقائق موثقة، ورغم ذلك لا يتوقف الخيال عن الإضافة، وتبقى فى كل الأحوال الدلالة، وهى أن مواطنًا مغربيًا بسيطًا عندما رأى ناصر تذكر إسماعيل ياسين!!. [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).

مشاركة :