أمراض القلب من بين الأسباب الرئيسية للوفاة لدى النساء ومنهن السيدات في الدول العربية

  • 6/16/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة لدى النساء عكس المعتقد الشائع أن الرجال أكثر عرضة لهذا النوع من الأمراض. تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي لوفاة النساء على مستوى العالم. وتهدف لجنة "لانسيت" التي تقودها النساء بشكل كامل إلى تقليل عبء الأمراض القلبية الوعائية بحلول عام 2030. وتشمل التوصيات تخصيص تدخلات للأشخاص الأكثر هشاشة وزيادة مشاركة النساء في التجارب السريرية. من المفاهيم الخاطئة والشائعة أن أمراض القلب والأوعية الدموية تؤثر فقط على الرجال أو النساء في البلدان ذات الدخل المرتفع، أو أنها ناتجة عن خيارات نمط الحياة السيئة. ومع ذلك، فإن الحقيقة الساطعة هي أنها مسؤولة عن 35 في المائة من الوفيات بين النساء على مستوى العالم. والأسوأ من ذلك، أن أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء لا تزال "غير مدروسة جيدا ولا يتم التعرف عليها، ولا يتم تشخيصها جيدا ولا يتم علاجها"، مع تمثيل النساء بنسب ضئيلة في التجارب السريرية، وفقا لتقرير جديد صادر عن لجنة "لانسيت" حول النساء وأمراض القلب والأوعية الدموية رغم عقود من الحملات الشعبية التي رفعت الوعي حول تأثير الأمراض القلبية والأوعية الدموية على النساء. تهدف لجنة "لانسيت" إلى تقليل العبء العالمي الذي تشكله أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية بحلول عام 2030، بالإضافة إلى التوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة التي تهدف إلى تقليل الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، بنسبة الثلث بحلول عام 2030. تحدد اللجنة أوجه عدم المساواة في انتشار هذه الأمراض لدى النساء على مستوى العالم وتحدد التأثير الكبير للحرمان الاجتماعي والاقتصادي في التأثير على هذه الاختلافات، وتوصي باستراتيجيات لحلها من خلال زيادة البحوث المتعلقة بالجنس ودعم تكامل الرعاية وتقوية النظم الصحية. أمراض القلب والأوعية الدموية عند النساء بالأرقام يستند تقرير اللجنة، وهو الأول من نوعه، إلى بيانات من دراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2019. وتوصلت الدراسة إلى أن هناك حوالى 275 مليون سيدة حول العالم مصابات بأمراض القلب والأوعية الدموية، مع معدل انتشار عالمي موحد حسب العمر يقدر بـ 6.402 حالة لكل 100 ألف. وهناك 47 في المائة من الوفيات في صفوف السيدات بسبب أمراض القلب الإقفارية، تليها السكتة الدماغية بنسبة 36 في المائة وهي الأسباب الرئيسية للوفاة في صفوف النساء في جميع أنحاء العالم. أمراض السمنة والقلب تهدد حياة من لا يمارس الرياضة من المراهقين النباتيون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب ولكن أكثر عرضة للسكتة الدماغية على الصعيد العالمي، يتراجع انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء، مع انخفاض إجمالي بنسبة 4.3 في المائة منذ العام 1990. ومع ذلك، شهدت بعض دول العالم الأكثر اكتظاظا بالسكان، وجميعها في آسيا، زيادة في هذه الأمراض، بما في ذلك الصين، إندونيسيا والهند. تشير هذه الزيادات بوضوح إلى الحاجة إلى مقاربات لتوسيع نطاق الوقاية من أمراض القلب وتشخيصها وعلاجها لدى النساء اللائي يعشن في مناطق كثيفة السكان والمناطق الصناعية. أبرزت البيانات أيضًا تباينات جغرافية كبيرة في أمراض القلب والأوعية الدموية، مع أعلى معدل انتشار موحد حسب العمر في مصر وإيران والعراق وليبيا والمغرب والإمارات العربية المتحدة، في حين كانت البلدان ذات الانتشار الأقل بوليفيا وبيرو وكولومبيا والإكوادور وفنزويلا. سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأستراليا وأوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية ذات الدخل المرتفع وأمريكا الشمالية أدنى المعدلات حيث سجلت أقل من 130 حالة وفاة لكل 100 ألف امرأة. ومع ذلك، فقد تم تسجيل أعلى معدلات وفيات الأمراض القلبية الوعائية في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وشمال افريقيا والشرق الأوسط وأوقيانوسيا ووسط افريقيا جنوب الصحراء حيث يتجاوز معدل الوفيات المعياري حسب العمر 300 حالة وفاة لكل 100 ألف امرأة. الاتجاهات الإقليمية مهمة وتتطلب الحاجة إلى تحسين جمع البيانات على المستويين المحلي والإقليمي للوقاية الفعالة من الأمراض القلبية الوعائية لدى النساء والتعرف عليها وعلاجها. طرق يمكن أن تساعد في التغلب على أمراض القلب ارتفاع ضغط الدم هو أكبر عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء، يليه ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع الكوليسترول الضار. في حين أن هذه الأشياء تحتاج إلى تركيز، إلا أن هناك عوامل خاصة بالجنس مثل انقطاع الطمث المبكر والاضطرابات المرتبطة بالحمل والتي يجب الاعتراف بها على نطاق واسع وإعطاؤها الأولوية كجزء من جهود العلاج والوقاية أيضًا. تتطلب العديد من المخاطر المتعلقة بالأمراض القلبية الوعائية غير المعترف بها الاهتمام أيضا مثل البطالة، القلق و الاكتئاب والتفاوتات القائمة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفقر وعامل العرق أيضا. أما التركيز بشكل أكبر على الصحة العقلية في الممارسة السريرية فقد كان أيضا من بين التوصيات، إلى جانب زيادة الوعي بالمخاطر لدى النساء بين الأطباء والعلماء العاملين في حقل الرعاية الصحية. كيف يمكننا معالجة الأمراض القلبية الوعائية عند النساء؟ يقول الخبراء إن التدخلات يجب أن تكون مصممة للفئات السكانية الأكثر هشاشة، بما في ذلك النساء من الأقليات أو السكان الأصليين وأولئك الذين يتم تحديد أدوارهم في المجتمع بقوة من خلال الأعراف التقليدية أو الدينية. تمّ تحديد 10 توصيات طموحة لمعالجة عدم المساواة في استهداف التشخيص والعلاج والوقاية للحد من الأمراض القلبية الوعائية لدى النساء. ومن المهم أيضا الوصول إلى المجموعات التي لا يُنظر إليها بشكل مميز على أنها معرضة لخطر كبير، مثل النساء الشابات وهي مجموعة تزداد فيها النوبات القلبية ومعدلات التدخين . لمعالجة الفروق المتعلقة بالجنس في العلاج الأمثل والنتائج المحسنة لدى المرضى من كلا الجنسين، من المهم زيادة مشاركة النساء في التجارب السريرية. يوصي الخبراء بعدد من الاستراتيجيات، بما في ذلك معالجة العوائق التي تحول دون المشاركة مثل قضايا رعاية الأسرة واعتماد معايير تسجيل أكثر شمولا. تشمل التدخلات الأخرى الموصى بها تثقيف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى بشأن الكشف المبكر، وتوسيع نطاق برامج صحة القلب في المناطق المكتظة بالسكان والمتخلفة، وإعطاء الأولوية للبحوث الخاصة بالجنس حول أمراض القلب لدى النساء واستراتيجيات التدخل للنساء. شكّل وباء كوفيد-19 نكسة للنساء. ويمكن للسياسات المراعية للمنظور الجنساني أن توقف الخسائر. وقد أقر أعضاء اللجنة ببعض القيود على التقرير نظرا لأن التقرير يهدف إلى التقاط الاختلافات المتعلقة بالجنس، وليس المراجعة المنهجية، فلا يمكن استبعاد التحيز نحو تسليط الضوء على التباينات المرتبطة بالجنس على النتائج المحايدة. تقول الدكتورة روكسانا مهران، التي قادت التقرير، "نأمل أن تكون خارطة الطريق هذه دليلنا لمستقبل صحة قلب المرأة".

مشاركة :