قضية يعلو صوتها ويرتفع شأنها ويقف فيها الاتحاد السعودي موقفاً لا يليق به ولا يحسن موقفه , يصور نفسه أمام العالم بصورة لا تليق بعمل ارتجالي تطوعي لمجموعة أشخاص قدموا أنفسهم بعد مشاورات على رصيف أحد الشوارع فقرروا البدء بالعمل عاجلا . هذه القضية المحورية المفصلية تحمل الكثير من الخير بمشيئة الله تعالى للرياضة السعودية فقد أبرزت الكثير من الأخطاء التي لا يمكن تجاهلها أو تأويلها . فمن خلال عرض القضية تختفي ملامح اللوائح والأنظمة وتظهر أطياف العمل التطوعي . ليس من السهل الحكم على أحد الأطراف الواردة في القضية بحكم واضح وصريح إلا أن الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو ليس طرفاً في القضية أدخل نفسه بطريقة دراسته وتعامله ليكون الحلقة الأضعف في هذا الموضوع . نادي الاتحاد لم يرتكب خطأ حين وقع من اللاعب سعيد المولد وليس من الخطأ أن يدافع عن عقده ويحافظ عليه , كما أن النادي الأهلي له أن يسعى بالقنوات القانونية للحصول على حقوقه , فليس على الناديين أي خطأ في محاولة كل فريق لحماية كيانه وحقوقه . الاتحاد السعودي يبدأ هفواته في هذه القضية بترك التصدي لها والقيام بواجبه تجاه ناديين من أنديته التي تلعب تحت مظلته وتشارك خارجيا باسم الرياضة السعودية فكان من الأجدر أن يقف موقفاً عادلاً من الفريقين بحسب اللوائح والأنظمة . ثم يكمل هفوته حينما جعل نفسه طرفاً في القضية ولخص ما كتبه له نادي الاتحاد السعودي وصاغ الخطاب الموجه للفيفا بصياغة تدل على تصرفه في العبارات وإبداء رأيه فيه بحسب ما جاء في الخطاب من آراء لم تنسب لنادي الاتحاد وبقيت نسبتها للاتحاد السعودي لكرة القدم . وفي وسط المعمعه يرمي الاتحاد السعودي القضية على أحد موظفيه بطريقة لا تتناسب مع العمل المؤسسي . فهل القضية الأكبر في الاتحاد السعودي تترك لموظف واحد يتعامل معها ؟ وهل مُنِحَ كافة الصلاحيات للقيام بهذا العمل ؟ إن كان ذلك صحيحاً فهي إحدى أكبر هفوات الاتحاد السعودي . وإن لم يكن صحيحاً فأين العدالة والإنصاف . ثم يعاود الاتحاد السعودي هفواته ويعتذر للنادي الأهلي ولجماهيره وهنا مأزق جديد يقع فيه الاتحاد . فالاعتذار دليل الاعتراف بالخطأ . ولم يحدد الاتحاد المحور الدقيق للخطأ الذي اعترف من أجله . فإن رأت إدارة الاتحاد السعودي أن الخطأ في التلخيص وإرسال الأوراق فعليهم إعلان ذلك وإعادة الرفع للفيفا بالنسخ الأصلية من أوراق نادي الاتحاد . لتأخذ المعاملة مجراها أمام العالم بما كتبه نادي الاتحاد . وهنا سيقع الاتحاد السعودي في حرج شديد أمام الفيفا وسيفقد الثقة فيه . وإن كان الاعتذار بسبب التهمة الموجهة له بالتعامل بالرشوة فعلى الاتحاد السعودي أن يعلن ذلك ويرسل للفيفا براءة الأهلي من الرشوة وحينها سيدخل الاتحاد السعودي في نفق مظلم مع الفيفا . أما أن تبقى المعاملة المرسلة للفيفا تأخذ مجراها بما فيها من أخطاء ويتم الاعتذار شفوياً للأهلي فليست من العدالة والانصاف ولا من المهنية العملية . لاسيما وأن التهمة بدفع الرشوة يشترك فيها النادي البرتغالي لأنه في هذه الحالة سيكون ( مرتشي ) فإن ثبتت على النادي الأهلي فهي ثابتة على البرتغالي وإن ثبتت براءة أحدهما فهي براءة للآخر , والعقوبة من العدالة أن تصيب الناديين في حال ثبوتها لذلك على الأهلي أن يطلب من النادي البرتغالي إيضاح موقفه من القضية وإرسال ذلك للفيفا . وفي جميع الحالات لن يخرج الاتحاد السعودي إلا بصورة مشوهة أمام الوسط الرياضي بعامة والفيفا بشكل خاص . لفته : ماذا تنتظرون من منتخب خلفه اتحاد يغوص في كوارث كهذه .. التفاؤل مطلوب فنحن أبطال آسيا .
مشاركة :