طهران – الوكالات: تجري إيران غدا انتخابات رئاسية لاختيار خلف للمعتدل حسن روحاني، في اقتراع يبدو إبراهيم رئيسي المرشح الأوفر حظا للفوز به، ويمكن أن يعزز إمساك المحافظين بمفاصل هيئات الحكم، وسط توقع تسجيل امتناع واسع عن المشاركة. وتعززت أفضلية رئيسي أمس مع انسحاب ثلاثة مرشحين، أبدى اثنان منهما تأييدهما له، بينما كرر المرشد الأعلى آية الله خامنئي دعوة مواطنيه الى المشاركة بكثافة في الاقتراع. وتأتي الانتخابات في ظل صعوبات اقتصادية واجتماعية زادتها حدة العقوبات الأمريكية وجائحة كوفيد-19. ومنح مجلس صيانة الدستور الأهلية لسبعة مرشحين للتنافس، هم خمسة من التيار المحافظ المتشدد، واثنان من التيار الإصلاحي، لكن العدد انخفض إلى أربعة أمس مع انسحاب الإصلاحي محسن مهر علي زاده، والمحافظَين المتشددين علي رضا زاكاني وسعيد جليلي اللذين أيّدا رئيسي. ويعد رئيس السلطة القضائية البالغ 60 عاما الأوفر حظا للفوز بولاية رئاسية من أربعة أعوام بعدما خاض انتخابات 2017 ونال 38 بالمائة من الأصوات. فاز روحاني يومها بولاية ثانية، لكن فرصة رئيسي تبدو أكبر في استحقاق 2021 الذي يخوضه بغياب أي منافس جدي. وستطوي الانتخابات عهد روحاني (2013-2021) الذي لا يحق له الترشح للدورة المقبلة بعد ولايتين متتاليتين. وهو اعتمد سياسة انفتاح نسبية على الغرب توجت بإبرام الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، والذي بات في مهب الريح منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018. ويتوقع أن تشهد الانتخابات امتناعا واسعا عن التصويت، وهو ما يصبّ عادة في صالح التيار المحافظ. وشهدت آخر عملية اقتراع (الانتخابات التشريعية 2020)، امتناعا قياسيا بنسبة 57%. وبعدما استبعد مجلس صيانة الدستور حينها آلاف المرشحين غالبيتهم من الإصلاحيين والمعتدلين، انتهت الانتخابات بفوز عريض للمحافظين أتاح لهم الهيمنة على مجلس الشورى. وتختتم الحملة الانتخابية رسميا عند السابعة من صباح اليوم (02.30 ت ج )، قبل 24 ساعة من فتح صناديق الاقتراع. وهي امتدت زهاء ثلاثة أسابيع من دون صخب، لكن باستثناء الصور العائدة لرئيسي، ندر حضور صور المرشحين في طهران. وفي حين أن الإجراءات الوقائية المرتبطة بكوفيد-19 حدّت من التجمعات العامة، يسود انطباع بأن الانتخابات المقبلة تثير حماسة أقل من سابقاتها. وقال وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي أمس إن «ضعف المنافسة هو سبب (لاحتمال انخفاض نسبة المشاركة) ووضع فيروس كورونا هو (سبب) آخر»، مضيفا: «لكن شعبنا حقق دائما مفاجآت كبرى وكان دائم الحضور». وقدرت استطلاعات الرأي نسبة المشاركة بحدود 40 بالمائة. وكانت عملية الاقتراع الأخيرة التي شهدتها إيران (انتخابات مجلس الشورى 2020) شهدت نسبة امتناع قياسية بلغت 57 بالمائة. وخاض المرشحون ثلاث مناظرات تلفزيونية بقيت غالبيتها من دون نقاش مباشر حول البرامج وندرت فيها الأسئلة المشتركة.
مشاركة :